قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٦٣
ومصدره وهو خال من الأخطاء والزلل. وفيه كل ما يختص بالإيمان والحياة الروحية وهو الخبز السماوي اليومي لكل مسيحي حقيقي ومرشده في الحياة والموت ويزداد درس الكتاب المقدس وانتشاره يوما بعد الآخر إذ يبلغ الموزع من أسفاره الآن أكثر من 25 مليون نسخة كل عام وقد تأسست على مبادئه القويمة أمم عظيمة كان الكتاب أساسا لشرائعها، واتباعه سببا لعظمتها وفلاحها، وتفوقها وارتقائها في سبل الحضارة ومضمار التمدن.
1 - لغات الكتاب المقدس (1) كتب أكثر العهد القديم بالعبرانية وهي لغة سامية تشبه العربية من وجوه كثيرة. وقد وجد في العهد القديم بعض فصول بالأرامية وهي لغة شبيهة بالعبرانية.
(2) وكتب العهد الجديد باليونانية وكان قد شاع استعمال هذه اللغة بين يهود الشتات بعد فتوحات اسكندر ذي القرنين والرومانيين. وهي لغة مناسبة كل المناسبة للفلسفة واللاهوت ولذلك اختارها الله لإعطاء وحيه بواسطتها من جهة التعاليم المسيحية.
ويونانية العهد الجديد هي ما يسمونه " بالكوني " وهي اللغة العامية ممزوجة ببعض اصطلاحات عبرانية ويظهر هذا الامتزاج بنوع خاص في إنجيلي متى ومرقس وسفر الرؤيا، وقليلا في رسالة يعقوب وإنجيل لوقا ولا سيما في مقدمة إنجيله وفي آخر سفر أعمال الرسل. أما بولس فطريقته في الكتاب كانت خاصة به.
2 - نص الكتاب المقدس أوحى الله بكلمته إلى أنبياء ورسل نطقوا بها حسب اصطلاح اللغات البشرية. فكان الكاتب الملهم إما أن يكتب بنفسه ما بوحي به إليه وإما أن يمليه على كاتب يكتبه له. إلا أنه لم يصل إلينا بعد شئ من النسخ الأصلية التي كتبها هؤلاء الملهمون أو كتابهم. وكل ما وصل إلينا ونسخ مأخوذة عن ذلك الأصل. ومع أن النساخ قد اعتنوا بهذه النسخ اعتناء عظيما فقد كان لا بد من تسرب بعض السهوات الاملائية الطفيفة جدا إليها، ولكن هذه لا تغير مطلقا في الوحي الإلهي الموجود في هذه النسخ.
(1) والعهد القديم العبراني الموجود بين أيدينا مأخوذ عن النسخة الماسورية التي أعدتها جماعة من علماء اليهود في طبرية من القرن السادس إلى الثاني عشر للميلاد. وقد وضع هؤلاء المعلمون الشكل على الكلمات بواسطة النقط وعملوا للنص تفسيرا يسمى " المسورة " أي التقليد يتضمن كل ما يتعلق بصحة ذلك النص. وكانت العبرانية تكتب قبل ذلك بدون شكل أو حركات فثبتت تلك الحركات الألفاظ ووحدت قراءتها. وقد دون الماسوريون الإصلاحات التي ارتأوها على النص وجعلوا في الحاشية تاركين للعلماء الخيار في قبولها أو رفضها بعد البحث والتدقيق.
وأقدم النسخ من مخطوطات العهد القديم في اللغة العبرية هي التي وجدت في وادي قمران بقرب البحر الميت ويرجع تاريخ بعض هذه المخطوطات إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وأقدم المخطوطات من العهد القديم بجملته في اللغة العبرية ترجع إلى القرن العاشر الميلادي وقد بقيت إحدى هذه المخطوطات المهمة في حلب قرونا طويلة أما الثانية فلا تزال في ليننجراد.
وأول مرة طبع فيها العهد القديم بالعبرانية كانت سن 1488 م في سونشيومن في دوقية ميلانو. ثم طبع ثانية عام 1494 م في بريسشيا، وهذه هي النسخة التي استعملها لوثيروس للقيام بترجمته الألمانية المشهورة.
(٧٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 758 759 760 761 762 763 764 765 766 767 768 ... » »»