وأما الأقلام فكانت من حديد في رؤوسها أحيانا قطع من الماس (ار 17: 1). أما ما كانت منها الكتابة على الصفائح المشمعة فكان محدد الطرف الواحد ومسطح الآخر لتمليس سطوح الشمع وتسويتها به. وكثيرا ما كانوا يكتبون على البردي وغيره من المواد اللينة بالفرشاة كما هي العادة عند أهل الصين إلى اليوم. ويظهر أن اليهود في أيام النبي إرميا كانوا يكتبون بأقلام من قصب يهذبونها عند الحاجة بواسطة مبراة يصنعونها لهذه الغاية (ار 36: 23).
وأما الحبر فكان يوضع في دواة (حز 9: 2) تحت المنطقة على ما يشاهد حتى اليوم في بعض البلاد الشرقية.
وكان السفر يحاط بسير يلتف على الدرج ويعقد في أسفله (اش 29: 11). ومن الكتب المذكورة في الكتاب المقدس: كتاب مواليد آدم (تك 5: 1) وكتاب ميلاد يسوع المسيح (مت 1: 1). ويظن أن سفر الأحياء (مز 69: 28) وسفر حياة الخروف (رؤ 21: 27) يشار بهما إلى كتب المواليد التي كان اليهود يحفظونها ويمحون منها أسماء الأموات (اش 4:
3) عند انتقالهم عن وجه هذه البسيطة.
والأسفار المذكورة في (دا 7: 10) هي أسفار الدينونة وهذا التعبير إما مأخوذ عن الدفاتر المحفوظة لمحاسبة المستخدمين أو عن أسفار ملوك فارس التي كانوا يدونون فيها وقائعهم اليومية ولا سيما ما كان يختص بالخدمات المقدمة لهم (اس: 1 - 3).
كاريون: كان هؤلاء الكاريون جنودا في الحرس الملكي في عصر الملك يوآش (2 مل 11: 4 و 19). ويظن البعض أنهم الكريتيون الذين كانوا ضمن حرس داود إذ ورد في 2 صم 20: 23 في الأصل العبراني في النص أنهم الكاريون، وفي الهامش أنهم الكريتيون وإنما ظن آخرون أنهم من كارية في آسيا الصغرى. وقد ترجم اسمهم في بعض الترجمات العربية باسم الجلادين.
الكتاب المقدس: هو مجموع الكتب الموحاة من الله والمتعلقة بخلق العالم وفدائه وتقديسه وتاريخ معاملة الله لشعبه، ومجموع النبوات عما سيكون حتى المنتهى، والنصائح الدينية والأدبية التي تناسب جميع بني البشر في كل الأزمنة. ويدعى أيضا الكتب (يو 5: 39) وكلمة الله (رو 9: 6).
ويبلغ عدد الكتاب الملهمين الذين كتبوا الكتاب المقدس أربعين كاتبا. وهم من جميع طبقات البشر بينهم الراعي والصياد وجابي الضرائب والقائد والنبي والسياسي والملك والخ... واستغرقت مدة كتابتهم ألفا وست مئة سنة وكان جميع هؤلاء الكتاب من الأمة اليهودية ما عدا لوقا كاتب الإنجيل الذي دعي باسمه إذ يظن أنه كان أمميا من أنطاكية وكان طبيبا اشتهر بمرافقته لبولس الرسول.
وفي الكتاب المقدس جميع أنواع الكتابة من نثر وشعر، وتاريخ وقصص، وحكم وأدب وتعليم وإنذار، وفلسفة وأمثال. ومع أن الأسفار التي يتألف منها الكتاب تختلف من جهة وقت كتابتها وأسلوب الكتابة نفسه فإنها لا تخرج عن كونها نظاما واحدا مؤسسا على وحي واحد، رغم التنوعات التي لا بد منها في الأحوال المختلفة التي كتب فيها الكتاب. ورغم تقادم العصور التي كتب هذا الكتاب فيها، فإنه ما زال يوافق الشعوب كلها في شتى أوقات تاريخها، وما زالت أهميته تظهر بأكثر جلاء لبني البشر كلما تقدموا في حياتهم. والكتاب أصل الإيمان المسيحي