قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٦١
وسجلت أخبار ملك سليمان ويربعام في رؤى يعدو الرائي (2 أخبار 9: 29). وإخبار ملك رحبعام في أخبار شمعيا النبي وعدو الرائي (2 أخبار 12: 15) وقد سجل مؤرخو ملوك بني إسرائيل وملوك يهوذا تاريخ هاتين المملكتين من وقت رحبعام ويربعام حتى ملك الملك يهوياقيم (1 مل 14: 19 و 29 و 2 مل 24:
5). وفوق كل هذه الكتب كانت توجد أيضا مكتبة حافلة وقت كتابة أخبار الملوك وكانت تلك المكتبة تتألف من تواريخ ذكر أكثرها في الأماكن التالية: (2 أخبار 13: 22 و 20: 34 و 24: 27 و 26: 22 و 32: 32 و 33: 18 و 19 و 35:
25 وأيضا أم 25: 1 و 1 مل 4: 32 و 33).
وكان العبرانيون يحفرون الكلمات والحروف والأرقام على ألواح حجر ويطبعونها على لبن أو ينقرونها في صفائح معدنية كالرصاص أو الحديد أو البرونز أو النحاس ويحفرونها في ألواح خشبية. وكانوا ينقرون الكتابات في الصخور ويسكبون رصاصا في الحروف المحفورة بهذه الطريقة (أي 19: 24).
وقد استعمل البشر أيضا الجلود والقماش والرقوق (2 تي 4: 13) للكتابة، وكذلك أوراق الأشجار وقشورها. وبعد كتابة النصوص الطويلة على الجلود أو الرقوق كانت هذه تلف على نفسها حاملة الكتابة على أحد وجهيها أو على الوجهين معا (حز 2: 10).
وكثيرا ما استعملوا في ذلك قطعا من قماش الكتان أو الرقوق أو البابيروس (البردي) على هيئة درج، عرض القطعة منها 12 - 14 بوصة، وعند كل من طرفيها قضيب من خشب يلف الدرج عليه كما تلف الخارطات اليوم. وكانوا يلفون كل طرف على قضيب حتى يلتقي النصفان في وسط الكتاب أو كانوا يلفون كل القطعة على قضيب واحد موصول بطرف واحد من الدرج. ويشير إشعياء النبي إلى ذلك عندما يقول:
" وتلتف السماوات كدرج " (اش 34: 4). وكان القارئ يلف من الطرف الواحد إلى أن يصل إلى الكلام المقصود فيكون أكثر الكتاب ملفوفا إلا ما قصدت قراءته، وكانوا يضعون اللفة أو اللفتين في غلاف من جلد أو خشب. وكانوا يقسمون القماش إلى صفحات يجمعونها حسب طريقة أيامنا الحاضرة، إلا أنهم كانوا يدخلون أطراف كل صفحة في قضيب يتصل طرفاه بحلقات من الوراء، فكان ظهر الكتاب يتألف من تلك القضبان المجموعة معا. وكثيرا ما كانوا يجلدون الكتاب بخشب أو بغيره من المواد.
وكانت أكثر الكتابات القديمة موصولة كلماتها بعضها ببعض، لا فاصل بينهما، خلافا لعادة العرب الذين كانوا يفصلون بين الكلمات. واختلفت الأمم من جهة الكتابة، فكتب بعضهم من الشمال إلى اليمين كاليونان وبعضهم من اليمين إلى الشمال كالعرب وبعضهم إلى كل من الجهتين. أما أهل الصين فكانوا وما زالوا يكتبون من فوق إلى أسفل.
واستعمل المصريون البابيروس (البردي) لاصطناع الرقوق فكانوا يشقونه إلى صحائف رقيقه بواسطة آلة من حديد. وكان عرض تلك الصحائف من 10 إلى 15 بوصة، يضعونها بعد قصها على سطح مستو ثم يغمسونها في ماء النيل كي يتغطى سطحها بشئ من رسوبه فتلتحم به حافاتها ويكتسي وجهها بطبقة منه ثم كانت تلك الصحائف تنشر في الشمس وتطلى بمادة تكسيها ملاسة وقابلية للإنحاء والانطواء، ثم كانوا يطرقونها بالمطارق ويصقلوها، وربما كانوا يجعلون 20 صحيفة أو أكثر منها في الدرج الواحد.
أما اللوح (لوقا 1: 63) فيرجح أنه كان صفحة مغطاة بطبقة رقيقة من الشمع يكتب عليها بقلم من حديد ومثل هذه الألواح بقيت مستعملة إلى سنة 1300 م.
(٧٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 756 757 758 759 760 761 762 763 764 765 766 ... » »»