قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٥٦
من آلهتهم يدعونه " بان " ومنه أطلق اسم بانياس على كل تلك الناحية. وهنا هزم أنتيخوس الكبير جيش البطالسة في سنة 198 ق. م. وحكم على كل فلسطين وقد أعطى أوغسطس هذه البقعة إلى هيرودس سنة 20 ق. م. فبنى فيها معبدا من الرخام الأبيض على اسم الامبراطور. وكان يدعى أوغسطس في هذا الهيكل ابن الإله وفي هذا المكان أعلن بطرس إقراره العظيم بأن يسوع هو ابن الله الحي (مت 16: 16).
ثم انتقلت إلى فيلبس رئيس الربع وسميت قيصرية فيلبس تمييزا لها عن قيصرية الكبيرة التي على شاطئ البحر. ثم سماها هيرودس أغريباس، نيرونياس إكراما للامبراطور نيرون. وبعد ذلك صارت مركز أسقفية ولا تزال فيها آثار مهمة.
قينان: اسم سامي ربما كان معناه " اقتناء أو حداد " وهو اسم:
(1) ابن أنوش وأبو مهللئيل (تك 5: 9 - 14 و 1 أخبار 1: 2 ولو 3: 37). وكان السبئيون يعبدون إلها اسمه قينان.
(2) ابن أرفكشاد بن سام بن نوح (لو 3:
36). ويذكر في سلسلة نسب أرفكشاد في الترجمة السبعينية (تك 10: 24). ومن هذه الترجمة نقل لوقا الإنجيلي اسمه فذكره في جدول أنساب المسيح.
قينة: اسم عبري معناه " مرثاة " وهي مدينة في القسم الجنوبي من اليهودية بقرب تخم أدوم (يش 15: 22). ويرجح أنها كانت في وادي القيني جنوبي حبرون.
قيني، قينيون: اسم سامي معناه " حداد " والقين باللغة العربية معناها الحداد وبنو القين قبيلة من قبائل العرب والنسبة إليها قيني ومن (تك 15: 19).
نرى أن القينيين كانوا أمة مجاورة للقدمونيين والقنزيين الساكنين في أدوم. وقد تتطلع بلعام من مرتفعات بعل في موآب فرأى مساكن القينيين (عد 22: 41 24: 21 و 22) وشبه موضعهم بالعش في صخرة.
وكان يثرون حمو موسى كاهن مديان قينيا (قض 1: 16). وهذا يدل على أن القينيين كانوا يسكنون في مديان عند خليج العقبة على ما يظن. وقول بلعام " ليكن مسكنك متينا وعشك موضوعا في صخرة " (عد 24: 21). جعل البعض يظنون أن القينيين كانوا يسكنون في مدينة البتراء التي بيوتها منحوتة في الصخر.
وخرج أولاد حوباب ابن حمي موسى من مدينة النخل مع بني يهوذا إلى برية يهوذا التي في جنوب عراد وسكنوا هناك مع الشعب (قض 1: 16). وحابر القيني انفصل عن قبيلته وسكن في شمالي فلسطين قرب قادش (قض 4: 11 و 17). وقد لجأ إلى خيمته سيسرا لما كان منهزما فاستقبلته يا عيل امرأة حابر ثم قتلته وهو نائم في بيتها (قض 4: 21). وقد أحصي القينيون مع سبط يهوذا في سفر أخبار الأيام الأول 2: 55. ولما أراد شاول أن يهاجم العمالقة أوصى للقينيين أن ينصرفوا عنهم لكي لا يلحقهم أذى الحرب فانصرفوا (1 صم 15: 6) وداود أيضا لم يؤذهم (1 صم 27: 10 و 30: 29). وينتسب قسم من القينيين إلى حمة أبي بيت ركاب (1 أخبار 2: 55).
ومما مر نرى أن القينيين كانوا من إحلاف بني إسرائيل ولا سيما سبط يهوذا. وكانت لهم علاقة بالمديانيين لأن حما موسى القيني كان مديانيا. وكانوا بدوا يفضلون في الغالب حياة البداوة على حياة الحضر ومنهم الركابيون الذين أصروا على سكن الخيم حتى في عصر الملكية المتأخر (ار 35: 6 - 10 محتفظين بوصية أبيهم.
أما القول بأن القينيين كانوا حدادين لبني إسرائيل فهذا أمر يشك فيه لأنه يقول في 1 صم 13: 19.
" ولم يوجد صانع في كل إسرائيل ".
(٧٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 751 752 753 754 755 756 757 758 759 760 761 ... » »»