قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٦٤
ثم عاد داود إلى مكان بالقرب من زيف فأخبر الزيفيون شاول مرة ثانية عن مكانه فنهض لمطاردة شاول وأظهر داود مروءة وشهامة وعفا عنه بعد أن وقع في يده فأخذ رمحه وكوز الماء من عند رأسه وأيقظه وأعلمه أنه كان قد وقع في يده غير أنه عفا عنه. وإذ يئس داود من كف شاول عن مطاردته ترك يهوذا واستأذن أخيش في أن يحتل صقلغ وهي مدينة في طرف الصحراء الجنوبية حيث بقي هناك سنة وأربعة أشهر يحمي الفلسطينيين ويحارب قبائل الصحراء (1 صم ص 27) ولما ذهب الفلسطينيون إلى جبل جلبوع لمحاربة شاول لم يسمح أقطاب الفلسطينيين لداود أن يذهب معهم (1 صم 28: 1 و 2 وص 29) وعند عودته وجد أن صقلغ قد أخربت. فتعقب الغزاة واستخلص منهم الأسلاب (1 صم ص 30) ولما سمع بما حدث في معركة جلبوع حزن لمصرع شاول ويوناثان ورثاهما رثاء حارا (2 صم ص 1).
(4) داود ملك يهوذا، بعد موت شاول اختار سبط يهوذا داود ملكا عليه لأنه من هذا السبط.
وبدأ حكمه على سبط يهوذا في حبرون (2 صم 2: 1 - 10) وكانت سنه حينئذ ثلاثين عاما (2 صم 5:
4) فقامت بقية الأسباط بقيادة أبنير، وكان من أقوى رجال عصره، وأقامو أيشبوشث ابن شاول في محنايم واشتعلت نار حرب أهلية لمدة سنتين بين رجال داود ورجال أيشبوشث وانتهت باغتيال أبنير وأيشبوشث على غير رغبة داود وعدم رضاه (2 صم 2: 12 - 4:
12) وقد دام ملك داود في حبروم مدة سبع سنين وستة أشهر (2 صم 5: 5) وكان قد صارت له عدة نساء وأبناؤه الذين ولدوا في حبرون هم:
أمنون، وأبشالوم، وأدونيا (2 صم 3: 1 - 5).
(5) داود ملك على كل بني إسرائيل: وعند موت أيشبوشث اختارت كل الأسباط داود ملكا عليها.
وقد بادر للحال بتأسيس المملكة (2 صم 5: 1 - 5) وكانت بعض الحاميات الفلسطينية في بعض بلاد المملكة، وكانت بعض البلدان الأخرى في يد الكنعانيين. فقام داود بأخذ حصن اليبوسيين في أورشليم. وكان السكان يعتبرون الحصن منيعا لا يقهر ولكن داود اكتسحه عنوة. وبحكمة جعل المدينة عاصمة ملكه وأقام قصرا بناه له صناع صوريون. وكانت العاصمة الجديدة تقع على الحدود بين الأسباط التي في الشمال ويهوذا وكان موقعها عاملا على إزالة الحسد بين الشمال والجنوب. وقد ساعد أخذه البلاد التي كانت في أيدي الكنعانيين على فتح الطريق بين يهوذا والشمال ويسرت التعامل بين الشمال والجنوب وعملت على أحكام أواصر مملكته. وقد غزا الفلسطينيون البلاد مرتين ولكن هزمهم داود في المرتين بالقرب من أورشليم (2 صم 5: 17 - 25 و 1 أخبار 14:
8 - 17) وقد تقدم بعد انتصاره الثاني على الفلسطينيين فغزا بلادهم وأخذ جت. وفي هذه المرة ثم في مرات تالية قام فيها داود بمهاجمة الفلسطينيين تمكن من إخضاعهم تماما (2 صم 21: 15 - 22) فكفوا عن إقلاق المملكة التي أسسها مدة عدة قرون وحالما أتم داود تأسيس المملكة وجه عنايته إلى الشؤون الدينية فأحضر التابوت باحتفالات دينية وذبائح وفرح عظيم فنقله من قرية يعاريم (يشوع 15: 9 و 2 أخبار 1:
4) ووضعه في خيمة الاجتماع التي نصبها له في مدينة داود (2 صم ص 6 و 1 أخبار ص 13 وص 15: 1 - 3) ثم من بعد ذلك وجه عنايته إلى تنظيم العبادة فأحسن تنظيمها (1 أخبار ص 15 وص 16) ووضع تصميما لهيكل عظيم (2 صم ص 7 و 1 أخبار ص 17 وص 22: 7 - 10). وزاد الله له نعمته فأصبح ناجحا جدا. ولكي يضمن أمن مملكته ويحرص على أن لا تأتيها العدوي الوثنية من الأمم المجاورة ولكي
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»