قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٥٩
له ويلقى في جب الأسود. ولكن الرب ينجيه من جب الأسود (ص 6).
ونجد في القسم الثاني أربع رؤى عظيمة يراها دانيال وهي:
(1) رؤيا تمثل قوى العالم الأربع العظمى في شكل أربعة حيوانات ثم تزول هذه القوى ومن بعدها تثبت مملكة شعب قديسي العلي وهي ملكوت أبدي (ص 7).
(2) الرؤيا التي فيها يرى القوة التي يمثلها تيس المعز تتغلب على قوة أخرى هائلة يمثلها كبش، والقوة التي يمثلها تيس المعز تنقسم إلى أربعة أقسام، ملك أحد هذه الأقسام ينجس الهيكل (ص 8).
(3) أما الرؤيا الثالثة فقد جاءت استجابة لصلاة التوبة التي قدمها دانيال. وهي عبارة عن رسالة حملها إليه الملاك جبرائيل تتعلق بمملكة المسيح العتيدة التي تأتي بعد سبعين أسبوعا (ص 9).
(4) في الرؤيا الرابعة تأتيه رسائل من الله تؤكد له محبة الله للمؤمنين الأمناء في شعبه. وفيها يرى صورة للمظالم التي يرتكبها ملك الشمال (ص 10 - 12).
لغة السفر: ويجدر بنا أن نلاحظ أن سفر دانيال مكتوب في لغتين في الأصل، فقد كتب جزء منه باللغة الأرامية وهو يشمل ص 2: 4 - ص 7: 28 أما بقية السفر فقد كانت باللغة العبرانية.
تاريخية السفر: كان من أثر الكشوف الحديثة أنها ساعدت على إثبات تاريخية السفر. فلقد زعم كثير من العلماء في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بأنه من المشكوك فيه إن كان هناك ملك باسم بيلشاصر، ولكن اكتشاف سجلات معاصرة لغزو بابل أثبت أنه كان شخصية تاريخية. وقد فسرت لنا هذه السجلات السبب الذي لأجله جعل بيلشاصر دانيال ثالثا في المملكة بدلا من أن يكون ثانيا فيها وذلك لأن بيلشاصر وأباه الملك نبونيدس كانا يشغلان المكانين الأولين في المملكة. ثم أظهرت لنا هذه السجلات السبب الذي لأجله ذكر أن ملك بابل في الليلة التي غزاها فيها الميديون كان بيلشاصر وليس نبونيدس. فإن نبونيدس الملك كان قد ترك بابل وبنى لنفسه في تيماء في شكال الصحراء العربية قصورا تشبه قصور بابل، وأنه عهد بالملك إلى ابنه وشريكه في الملك بيلشاصر الذي كان يحمل لقب ملك بابل. وقد كان الملك الفعلي في غيبة أبيه نبونيدس. وكذلك أظهرت لنا هذه الكشوف أن كورش لما عين نائبا للملك في بابل كان يسير وفق سياسته التي عرفت عنه. ثم أظهرت لنا أن الإشارة إلى بيلشاصر كابن نبوخذنصر تتمشى مع العرف المألوف حينئذ.
ويقتبس السيد المسيح نبوة دانيال وذلك في مت 24: 15. ويتحدث يوسيفوس عن دانيال بأنه نبي عظيم (يوسيفوس، آثار - الكتاب العاشر والفقرة 11) وقد ذكر يوسيفوس أن نبوات دانيال كانت موجودة قبل عصر الإسكندر الأكبر أي قبل عام 330 ق. م. أو بالحري قبل عصر ارتزركسيس. وقد ذكر أمر نجاة شدرخ وميشخ وعبدنغو من أتون النار المتقدة، وكذلك أمر نجاة دانيال من جب الأسود في 1 مكا 2: 59 و 60 وكذلك في ص 1: 54 بمقارنته بدانيال 9: 27 و 11: 31.
تفسير دانيال في الكنيسة المسيحية: يتفق تفسير السفر مع ما حدث في التاريخ فمثلا قرار ارتزركسيس الذي أعلنه في السنة السابعة من ملكه أي في سنة 458 وبعد مضي سبعة أسابيع من السنين أو 49 عاما أي عام 408 ق. م. ويتفق هذا مع الاصلاح
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»