قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢١٨
إسكندر الأكبر، وكانت تسالونيكي المدينة الثانية بعد مدينة القسطنطينية بين المدن التجارية وتحررت المدينة 42 قبل الميلاد.
وكان حكامها يسمون بوليترخس " حكام المدينة " (ا ع 17: 6) وكان بها عدد ليس بقليل من اليهود الذين كانوا يقصدونها للتجارة. وكان لهم مجمع هناك وبعدما طرد الرسول بولس من فيلبي أتى إليها ليبشر بالإنجيل وجذب بولس إلى الإيمان ممن أصبحوا نواة الكنيسة المسيحية (ا ع 17: 1 - 13) وأسس هناك سنة 52 ميلادية كنيسة بمساعدة رفيقيه تيموثاوس وسلوانس (1 تس 1: 1 و 2: 1 و 2) وكتب الرسول لهذه المدينة رسالتين، وكان مساعداه أرسترخس وسكوندس وهما من تسالونيكي وآمنا على يده (ا ع 20: 4 و 27: 2).
الرسالتان إلى أهل تسالونيكي: هما السفران الثالث عشر والرابع عشر حسب ترتيب أسفار العهد الجيد وكاتبهما الرسول بولس. والأرجح أن رسالته الأولى هي أول رسالة كتبها قرب نهاية سنة 52 م أو في بداية سنة 53 م وهو في كورنثوس بالاشتراك مع سلوانس وتيموثاوس إلى كنيسة التسالونيكيين. والغاية منها تثبيت تابعي المسيح هناك في النعمة والقداسة وتشجيعهم وحثهم على التمسك بعرى الفضيلة، وطلب الحصول على الأفراح الأبدية. والأصحاح الرابع من هذه الرسالة يصف القيامة وصفا دقيقا جليا يؤكد للمؤمنين أن الراقدين لم يهلكوا إنما سبقوا غيرهم وسوف يقومون في اليوم الأخير. ويأمرهم أن لا يحزنوا من جهة الراقدين كما يفعل الأمم الذين لا رجاء لهم فإنه كما أن المسيح مات ثم قام كذلك سيقوم جميع المؤمنين، غير أن البعض لا يموتون لأنهم يكونون أحياء عند مجئ المسيح ثانية ولكنهم لا يسبقون الراقدين لأن الراقدين في المسيح سيقومون أولا أي قبل تغير الأحياء. وفي يوم الدينونة العظيم سينزل الرب نفسه مع جنوده المقدسين بهتاف وصوت عظيم يعقبه صوت بوق ينبه الراقدين ويدعوهم لملاقاة ربهم فيقوم هؤلاء من قبورهم ويتغير الأحياء عن شكل جسدهم.
ويمكن أن تقسم محتويات الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي كما يأتي:
(1) تحية ص 1: 1.
(2) شكر لأجل نموهم الروحي ص 1: 2 - 10.
(3) دفاع الرسول عن رسالته وإرساليته ضد الهجمات اليهودية ص 2: 1 - 16.
(4) سرد بعض الحوادث ص 2: 17 - ص 3: 10.
أ: غياب بولس عنهم ص 2: 17 - 20.
ب: إرسالية تيموثاوس ص 3: 1 - 5.
ج: تقرير تيموثاوس ص 3: 6 - 10.
(5) صلاة بولس لأجلهم ص 3: 11 - 13.
(6) معالجة مشاكل التسالونيكيين ص 4: 1 - 5: 22.
أ: بعض التوصيات الخلقية ص 4: 1 - 12.
ب: المجئ الثاني 4: 13 - 5: 11.
ج: حياة الكنيسة وتصرفها 5: 12 - 22.
(7) صلاة بولس الختامية، وخاتمة الرسالة 5: 23 - 28.
وأما الرسالة الثانية فكتبت بعد الأولى ويظهر أن الغاية منها هو إيضاح بعض عبارات مهمة وردت في الرسالة الأولى خشي الرسول من تأويلها على غير ما يقصد بها وتحذيرا للكنيسة التسالونيكية من الرسالة المزورة باسم بولس. ولما كانت كنية تسالونيكي قد توهمت من الرسالة الأولى أن يوم الرب كان قريبا جدا، بين لهم
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»