قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٢٢
لغة الأناجيل اليونانية كما هي بين أيدينا، وأن هذه البقايا الأرامية في الأناجيل دليل على زمن كتابتها المبكر، ودليل أيضا على صحتها وصدقها ولا سيما وأن المسيح كان يتكلم الأرامية في أحاديثه.
وأخيرا إن وعد المسيح لتلاميذه ليؤيد صدق هذه الأناجيل وصحة رسوليتها. فقد قال: " أما المعزي، الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم " (يو 14: 26).
الأناجيل غير القانونية: يدخل تحت هذا العنوان كل ما كتبه بعض الكتاب في العصر المسيحي المبكر بعد العصر الرسولي، بما يختص بأخبار سيرة مخلصنا، ونسبوه إلى غيرهم كإنجيل يعقوب وإنجيل نيقوديموس وإنجيل الأبيونيين وإنجيل المصريين وإنجيل العبرانيين وإنجيل الناسيين وإنجيل بطرس وإنجيل توما وإنجيل الطفولية وهو إنجيل عربي. والمظنون أن إنجيل يعقوب كتب في القرن الثاني. وأما موضوع هذه الأناجيل فوصف لحالة يوسف والعذراء مريم، والعجائب التي عملها المسيح في حداثته، وما شاهده في الهاوية وغير هذه مما يرضي عقول السذج ومن شابههم من العامة الذين يرتاحون إلى مثل هذه الأساطير وأخبار القصصيين. أما نقص هذه الأناجيل فظاهر لأنها تناقض روح المخلص وحياته على أنها دليل على صحة الأسفار القانونية دلالة النقود الزائفة على وجود النقود الصحيحة الحقيقية الخالصة.
اتفاق البشرين: ويراد به جمع الأناجيل القانونية معا وترتيبها على نسق يظهر أوجه التشابه وأوجه الاختلاف بينها فتوضع المادة التي في كل إنجيل على حدة في عمود يقابل المادة المشابهة لها أو المختلفة عنها في غيره من الأناجيل الأخرى مع إظهار تاريخ الحوادث المذكورة في كل من الأناجيل (أنظر: " متى " و " مرقس " و " لوقا " و " يوحنا ").
وأقدم اتفاق للبشيرين بقي لدينا هو الذي أعده تاشيان في سنة 170 ميلادية. وقد ترجم أبو الفرج المدعو بابن العبري اتفاق البشيرين هذا إلى العربية في القرن الثالث عشر الميلادي.
أندراوس: اسم يوناني معناه " رجل حقا " وهو اسم أحد تلاميذ المسيح، وأخ سمعان بطرس وكان موطنه بيت صيدا (يوحنا 1: 44) وكان صيادا كبطرس (مر 1: 16 - 18) وكان لأندراوس بيت مع بطرس في كفرناحوم (مر 1: 29) وكان تلميذا ليوحنا المعمدان الذي أرشده إلى يسوع حمل الله وبعدما اقتنع أندراوس بأن يسوع هو المسيا أحضر بطرس أخاه إلى يسوع (يو 1: 35 - 42) وقد دعا يسوع أندراوس ليتبعه (مر 1: 16) وقد جاء ذكره في سجل الرسل كما ورد في مر 3: 18. وأندراوس هو الذي أخبر يسوع عن الصبي الذي كان معه خمسة أرغفة وسمكتان عند إطعام الخمسة الآلاف (يو 6: 8 و 9) وقد سأل هو وبطرس ويعقوب ويوحنا عن خراب أورشليم ومجئ المسيح الثاني (مر 13: 3 و 4) وأخبر هو وفيلبس يسوع برغبة بعض اليونانيين في رؤيته (يو 12: 22).
ويقول التقليد أن أندراوس استشهد في باتريا في أخائيا في القسم الجنوبي من بلاد اليونان وأنه صلب على صليب بشكل x وهذا النوع من الصلبان يسمى الآن صليب القديس أندراوس. ويقول تقليد آخر أن سفينة كانت تحمل شيئين من بقايا أندراوس غرقت بالقرب من المكان المعروف الآن باسم مدينة القديس أندراوس في اسكتلندا. وتقام ذكرى استشهاده في 30 من نوفمبر من كل عام وتلقى العظات في ذلك اليوم في بعض الكنائس عن الإرساليات التبشيرية بما أن أندراوس يبرز في الأناجيل كالشخص الذي يحضر الآخرين إلى
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»