الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٦
مقدمة الحمد لله ربي الواحد الأحد، رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " شهادة يوافق فيها السر الإعلان، والقلب اللسان (1) " والصلاة والسلام على عبديه ورسوليه " محمد ابن عبد الله، رسول الله " و " عيسى بن مريم المؤيد بروح الله "!
وبعد، فقد أزمعت الكتابة عن " الثقافة الروحية في إنجيل برنابا "، لأنه الإنجيل الذي يفيض روحانية بالحديث عن خدمة الله سبحانه وتعالى وتمجيده وحبه وتوحيده، والتوحيد كما يقول علي بن أبي طالب " أن لا تتوهمه والعدل أن لا تتهمه (2) "، وهو ينفق مع الإسلام في هذا وفي التبشير بنبوة محمد عليه السلام، وفي استنكار السيد المسيح دعوى المدعين أنه أكبر من رسول لله أرسله نجما هاديا، ليدل الناس على الله وليعرفهم به وليوصلهم إليه! وإني لسعيد أن أتحدث عن كلمة التوحيد في هذا الإنجيل وعن ثقافة الروح فيه، من الفناء في الله وحسن العبودية له وحبه، والبعد عن الخطايا ليدعو ذلك إلى قربه، لأن التوحيد نور ولأن الحديث عنه شفاء لما في الصدور، ولأن فيه الدليل كل الدليل على التقارب الروحي لدعوة الأخوين الحبيبين محمد ويسوع عليهما صلوات الله ورضوانه وسلامه.
ولا ريب في أن هذا الكتاب هو ثمرة كلمة " اقرأ " القرآنية التي تدعو المسلم إلى أخذ الحكمة أني وجدت ونصر الحق أين كان، وهو دعوة للتوسع في القراءة اتباعا لروح القرآن الكريم، وسنتحدث فيه عن التوحيد في هذا الإنجيل وتطهير النفس للقرب من الله والبشارة بمحمد رسول الله، وسنمهد

(١) راجع ص ٢٦٨ من نهج البلاغة ج ١ للشريف الرضي من كلام علي بن أبي طالب.
(٢) راجع ص ٢٥١ من نهج البلاغة ج ١.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»