الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٣٣٠
" لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته، لا يمكن أن يكون مرضيا لله من يخالف أقل وصاياه، ولكنه يكون الأصغر في ملكوت الله، بل لا يكون له نصيب هناك (1) "، " لعله يحضر في بالكم أن الله أعطى الشريعة حبا بالشريعة، حقا إن هذا الباطل، بل منح الله شريعته، ليفعل الإنسان حسنا، حبا في الله (2) "، " إنكم لا تعلمون أن الطعام الحقيقي هو عمل مشيئة الله، لأنه ليس الخبز الذي يقيت الإنسان ويعطيه حياة، بل بالحري كلمة الله بإرادته، فلهذا السبب لا تأكل الملائكة الأطهار، بل يعيشون ويتغذون بإرادة الله (3) "، " إن الله لغني برحمته، حتى أن دمعة واحدة ممن ينوح لاغضا به الله، تطفئ الجحيم كله بالرحمة العظيمة التي يمده الله بها، على أن مياه ألف بحر - لو وجدت - لا تكفي لإطفاء شرارة من لهب الجحيم، فلذلك يريد الله، خذلا للشيطان، وإظهارا لجوده هو أن يحسب في حضرة رحمته كل عمل صالح، أجرا لعبده المخلص، ويحب منه أن يعامل غيره هكذا، أما الإنسان في خاصة نفسه فعليه أن يحذر من قول " لي أجر "، لأنه يدان (4) ".
" لو قال عاموس ليس في المدينة من خير إلا كان الله صانعه، لكان لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته، قد ارتكب خطأ فاحشا، لأن العالم لا يرى خيرا سوى الظلم والخطايا التي تصنع في سبيل الباطل، وعليه يكون الناس أشد توغلا في الإثم، لأنهم يعتقدون أنه لا يوجد خطيئة أو شر لم يصنعه الله، وهو أمر تتزلزل لسماعه الأرض... إذا أنه لما قال عاموس " إن الله صنع شرا في المدينة " مكلما العالم، فهو إنما تكلم عن البلايا، التي لا يسميها شرا إلا الخطاة (5) "!

(1) راجع ص 59 من إنجيل برنابا.
(2) راجع ص 123 من إنجيل برنابا.
(3) راجع ص 129 من إنجيل برنابا.
(4) راجع ص 295 من إنجيل برنابا.
(5) راجع ص 253 من إنجيل برنابا.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»