الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٣٣
(ء) وجاء في الفصلين الثاني والثلاثين والثالث والثلاثين من إنجيل برنابا عن الشرور التي يدخلها الشيوخ، وأن الأصنام قد تكون أجسادا:
" ودعا أحد المتضلعين من الشريعة يسوع للعشاء ليجربه... فجلس التلاميذ إلى المائدة دون أن يغسلوا أيديهم، فدعا الكتبة يسوع قائلين " لماذا لا يحفظ تلاميذك تقاليد شيوخنا، بعدم غسل أيديهم قبل أن يأكلوا خبزا؟! "، أجاب يسوع " أنا أسألكم لأي سبب أبطلتم شريعة الله، لتحفظوا تقاليدكم؟
تقولون لأولاد الآباء الفقراء (قدموا وانذروا نذورا للهيكل)، وهم إنما يجعلون نذورا من النزر الذي يجب أن يعولوا به آباءهم، وإذا أحب آباؤهم أن يأخذوا نقودا، يصرخ الأبناء (إن هذه النقود نذر لله)، فيصيب الآباء بسبب ذلك ضيق، أيها الكتبة الكذابون! أيستعمل الله هذه النقود؟ كلا ثم كلا، لأن الله لا يأكل كما يقول بواسطة عبده داود النبي " هل آكل لحم الثيران وأشرب دم الغنم، أعطني ذبيحة الحمد، وقدم لي نذرك... " أيها المراءون إنكم إنما تفعلون ذلك لتملأوا كيسكم... ما أشقاكم، لأنكم تظهرون للآخرين أشد الطرق وضوحا، ولا تسيرون فيها! أيها الكتبة الفقهاء! إنكم تضعون على عواتق الآخرين أحمالا لا يطاق حملها، ولكنكم أنفسكم لا تحركونها بإحدى أصابعكم... الحق أقول لكم، إن كل شر إنما دخل العالم بوسيلة الشيوخ، قولوا لي، من أدخل عبادة الأصنام في العالم إلا طريقة الشيوخ، إنه كان ملك أحب أباه كثيرا، وكان اسمه بعلا، فلما مات الأب، أمر ابنه بصنع تمثال شبه أبيه، تعزية لنفسه! ونصبه في سوق المدينة، وأمر بأن يكون كل من اقترب من ذلك التمثال إلى مسافة خمسة عشر ذراعا في مأمن لا يلحق أحد به أذى على الإطلاق، وعليه أخذ الأشرار بسبب الفوائد التي جنوها من التمثال، يقدمون له وردا وزهورا، ثم تحولت هذه الهدايا في زمن قصير إلى نقود وطعام، حتى سموه إلها، تكريما له! وهذا الشئ تحول من عادة إلى شريعة حتى أن الصنم بعلا انتشر في العالم كله، وقد ندب الله على هذا بواسطة أشعيا قائلا " حقا، إن هذا الشعب يعبدني باطلا، لأنهم أبطلوا شريعتي، التي أعطاهم إياها (3 - برنابا)
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»