الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٢٨
أجاب يسوع " كل كلمة من كلماتي صادقة، لأنها ليست مني، بل من الله الذي أرسلني إلى بيت إسرائيل، لذلك أقول لكم، إن كل ما عندكم، قد أنعم الله به عليكم، فأي الأمرين أعظم قيمة! العطية أم المعطي؟ فمتى كان أبوك أو أمك أو غيرهما، عثرة لك في خدمة الله، فانبذهم كأنهم أعداء، ألم يقل الله لإبراهيم " اخرج من بيت أبيك وأهلك " وتعال أسكن في الأرض التي أعطيها لك ولنسلك، لماذا قال الله ذلك؟ أليس لأن أبا إبراهيم كان صانع تماثيل يصنع ويعبد آلهة كاذبة، لذلك بلغ العداء بينهما حدا أراد معه الأب أن يحرق ابنه "؟!
أجاب بطرس " إن كلماتك صادقة، إني أضرع إليك أن تقص علينا كيف سخر إبراهيم من أبيه " أجاب يسوع " كان إبراهيم ابن سبع سنين، لما ابتدأ أن يطلب الله، فقال يوما لأبيه " يا أبتاه من صنع الإنسان "؟
أجاب الوالد الغبي " الإنسان، لأني أنا صنعتك، وأبي صنعني " فأجاب إبراهيم: " يا أبي، ليس الأمر كذلك، لأني سمعت شيخا ينتحب ويقول:
يا إلهي، لماذا لم تعطني أولادا؟ أجاب أبوه: " حقا يا بني، الله يساعد الإنسان ليصنع إنسانا، ولكنه لا يضع يده فيه، فلا يلزم الإنسان إلا أن يتقدم ويتضرع إلى إلهه " ويقدم له حملانا وغنما، يساعده إلهه " أجاب إبراهيم: " وكم إلها هنالك يا أبي "؟ أجاب الشيخ: " لا عدد لهم يا بني "، فحينئذ أجاب إبراهيم:
" ماذا أفعل يا أبي، إذا خدمت إلها، وأراد بي الآخر شرا، لأني لا أخدمه، ومهما يكن من الأمر، فإنه يحصل بينهما شقاق، ويقع الخصام بين الآلهة، ولكن إذا قتل الإله الذي يريد بي شرا، إلهي، فماذا أفعل؟ من المؤكد أنه يقتلني أنا أيضا "؟ فأجاب الشيخ ضاحكا " لا تخف يا بني، لأنه لا يخاصم إله إلها، كلا فإن في الهيكل الكبير، ألوفا من الآلهة مع الإله الكبير بعل، وقد بلغت الآن سبعين سنة من العمر، ومع ذلك فإني لم أر قط إلها ضرب إلها آخر، ومن المؤكد أن الناس كلهم لا يعبدون إلها واحدا، بل يعبد واحد إلها وآخر آخر " أجاب إبراهيم " فإذا يوجد وفاق بينهم "؟ أجاب أبوه " نعم يوجده
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»