الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٢٦٦
والإنجيل، هو عين نصرهم له، صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين (1) "!
بيعة النبي:
ولقد كان نبينا الكريم يطلب من الناس، أن يبايعوه على أن لا يشركوا بالله شيئا، وعلى أن يستقيموا، فعن عبادة بن الصامت، رضي الله عنه، قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس، فقال " ألا تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق "، وفي أخرى " ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفى منكم، فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا، فستره الله عليه، فأمره إلى الله تعالى، إن شاء عفى عنه، وإن شاء عذبه " - فبايعناه على ذلك (2) الهجرة:
وقعت زمن النبي الكريم، هجرتان: حثه المسلمين على الهجرة إلى الحبشة، وهجرته معهم هو إلى المدينة، وفيهما يبين لنا نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم قدر النية والإخلاص، فعن عمر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه "! ولقد كانت هجرة النبي لربه، فكان فيها مخلصا، فهيأ الله له إخلاصه وإخلاص صديقه الصديق، وهيأ الله

راجع ص 231 - 233 من العقد النفيس في نظم جواهر التدريس للمرحوم الشريف الحسيني المغربي.
(2) وفي رواية: ومن أصاب من ذلك شيئا، فأخذ به في الدنيا، فهو كفارة له وطهور. راجع ص 19 و 20 من تيسير الوصول للشيباني ج 3 وراجع ص 9 - 34 و 246 - 248 و 273 - 284 و 437 - 492 من وحي الأحاديث المحدية ج 1 لمحمود علي قراعة.
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»