النور.
29 هذا كله يجريه الله على الإنسان مرتين وثلاث مرات، 30 ليرد نفسه عن الهاوية ليستضئ بنور الحياة. 31 فاصغ يا أيوب وأنصت إلي. اصمت ودعني أتكلم. 32 وإن كان لديك ما تقوله فأجبني، تكلم، فإني أرغب في تبريرك.
33 وإلا فاصغ إلي، أنصت فأعلمك الحكمة.
الله ليس ظالما 34 1 وأضاف أليهو قائلا: 2 استمعوا إلى أقوالي أيها الحكماء، وأصغوا إلي يا ذوي المعرفة، 3 لأن الأذن تمحص الأقوال كما يتذوق الحنك الطعام. 4 لنتداول فيما بيننا لنميز ما هو أصوب لنا، ونتعلم معا ما هو صالح.
5 يقول أيوب: إني بار، ولكن الله قد تنكر لحقي، 6 ومع أني محق فأنا أدعى كاذبا، ومع أني برئ فإن سهمه أصابني بجرح مستعص. 7 فمن هو نظير أيوب الذي يجرع الهزء كالماء، 8 يواظب على معاشرة فاعلي الإثم، ويأتلف مع الأشرار، 9 لأنه يقول: لا ينتفع الإنسان شيئا من إرضاء الله.
10 لذلك أصغوا إلي يا ذوي الفهم: حاشا لله أن يرتكب شرا أو للقدير أن يقترف خطأ، 11 لأنه يجازي الإنسان بموجب أعماله، وبمقتضى طريقه يحاسبه. 12 إذ حاشا لله أن يرتكب شرا، والقدير أن يعوج القضاء. 13 من وكل الله بالأرض؟
ومن عهد إليه بالمسكونة؟ 14 إن استرجع روحه إليه واستجمع نسمته إلى نفسه 15 فالبشر جميعا يفنون معا، ويعود الإنسان إلى التراب.
الله يرى طرق الإنسان 16 فإن كنت من أولي الفهم، فاستمع إلى هذا، وأنصت لما أقول: 17 أيمكن لمبغض العدل أن يحكم؟ أتدين البار القدير؟ 18 الذي يقول للملك: أنت عديم القيمة، وللنبلاء: أنتم أشرار؟ 19 الذي لا يحابي الأمراء، ولا يؤثر الأغنياء