الحيوانات، إذ كان هائلا جدا ذا أسنان من حديد ومخالب من نحاس، وقد افترس وسحق وداس ما تبقى برجليه. 20 وعن القرون العشرة النامية في رأسه، وعن القرن الآخر الصغير الذي نبت، فاقتلعت أمامه ثلاثة قرون. هذا القرن ذو العيون الناطق بالعظائم ومنظره أشد هولا من رفاقه. 21 وقد شهدت هذا القرن يحارب القديسين ويغلبهم. 22 إلى أن جاء الأزلي وانعقد مجلس القضاء الذي فيه تبرأت ساحة قديسي العلي، وأزف الوقت الذي فيه امتلكوا المملكة.
23 فأجاب: إن الحيوان الرابع هو رمز للمملكة الرابعة على الأرض، وهي تختلف عن سائر الممالك لأنها تستولي على كل الأرض وتخضعها وتسحقها. 24 أما القرون العشرة من هذه المملكة فهي عشرة ملوك يتولونها، ثم يقوم بعدهم ملك آخر يختلف عن الملوك السالفين، ويخضع ثلاثة ملوك، 25 ويعير العلي وينكل بقديسيه، ويحاول أن يغير الأوقات والقوانين، فيذل القديسين ثلاث سنوات ونصف السنة. 26 ولكن ينعقد مجلس القضاء، فيجرد من سلطانه فيدمر ويفنى إلى المنتهى. 27 وتوهب المملكة والسلطان وعظمة الممالك القائمة تحت كل السماء إلى شعب قديسي العلي، فيكون ملكوت العلي ملكوتا أبديا، وتعبده جميع السلاطين ويطيعونه. 28 إلى هنا ختام الرؤيا. أما أنا دانيآل فقد روعتني أفكاري كثيرا وتغيرت هيئتي، ولكني كتمت الأمر في قلبي.
رؤيا الكبش والتيس 8 1 وفي السنة الثالثة من مدة حكم بيلشاصر الملك، ظهرت لي أنا دانيآل رؤيا أخرى بعد الرؤيا الأولى، 2 وكنت آنئذ في شوشان عاصمة ولاية عيلام بجوار نهر أولاي، 3 فرفعت عيني وإذا بي أرى كبشا واقفا عند النهر، وله قرنان طويلان.
إنما أحدهما أطول من الآخر، مع أن الأطول نبت بعد الأول. 4 ورأيت الكبش ينطح غربا وشمالا وجنوبا، من غير أن يجرؤ أي حيوان على مقاومته، ولم يكن