سيوف الله الأجلة وعذاب الله المجدي - محمد عاشق الرحمن القادري الحبيبي - الصفحة ٥٧
فإذا كان يكفي أن يتوسل به علم أنه إحسان ونعمة من الله، فذكر هذه النعمة والإحسان في الحاجة إلى الله كاف وإن كان غير موجود عندنا وقت التوسل كما أن الأعمال الصالحة يتوسل بذكرها وهي غير موجودة وقت التوسل كما روي عن ابن عمر في الصحيحين في قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين آووا إلى الغار فأطبقت عليهم الصخرة فتوسل كل واحد بصالح عمله الماضي.
كذلك يجوز التوسل بذكر النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان قبل ظهوره أو بعد ظهوره في حياته أو بعد مماته لأن الله تعالى لما أعلم العباد تخليقه عليه السلام بقوله تعالى وإذ أخذ الله ميثاق النبيين (الآية) علم العباد أنه عليه السلام نعمة الله تعالى ورحمة الله الكبرى فاتخذوه وسيلة وتوسلوا بذكره في حوائجهم قبل خلقه وبعد خلقه في حياته وبعد مماته أما التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه فثابت بالقرآن قال الله تعالى في شأن اليهود " وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا "، أي كانوا يقولون اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي (صلى الله عليه وسلم) روى الحاكم (م 405 ه‍) في المستدرك،
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»