المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ٤
فهو من باب الاكتفاء كقوله تعالى سرابيل تقيكم الحر أي والبرد فالنعيم والعذاب على الروح والجسم وإن لم نره نحن لأنه من الإيمان بالغيب يحتمل أنه يجبرهم هذا على إنكار البعث الأكبر لأن الكل راجع إلى قدرة الله وهذا بالنسبة إلى العقل وأما بالنسبة إلى النقل فالآيات والأحاديث وأقوال سلف الأمة مطبقة على الأحوال التي ذكرناها سابقا لأهل البرزخ فإن كان الإنسان يجهلها فها نحن نذكرها أولا مفصلا بابا بابا ثم نتبع ذلك بالأحاديث الصحيحة الواردة في التوسل والتشفع والطلب منهم للشفاعة على طريق التسبب لا أنهم الفاعلون استقلالا فإن هذا يعتقده أكثر الناس من الوهابية وغيرهم في الأحياء لمشاهدتهم لأفعالهم وحركاتهم فلا يخطر ببال المتسبب بهم نسبة فعلهم إلى الله تعالى فيشركون إلا نادرا جدا وأما الأموات من الأنبياء والأولياء الأحياء عند ربهم فإن الناس يعلمون أنهم لا قدرة لهم إلا بالله تعالى وأن الله تعالى يسببهم بقدرة من عنده خارقة للعادة أو يفعل تعالى لأجلهم أو بجاههم وحرمتهم فالناس وإن نسبوا لهم الفعل فليس مرادهم الحقيقة بل المجاز والتسبب فاعلم ذلك وتحققه لتعلم أن ما باء به المنكرون نزغة شيطانية خارجه عن الدلايل العقلية والنقلية وبعض الناس يعتقد ما ذكرنا من أحوال أهل البرزخ لكن يغفل عن تسببهم وإكرام الله لهم بنوع الكرامة أو يفعل لأجلهم فيستبعد حصول التسبب منهم والتوسل بهم أو يدعى أن الطلب منهم وسؤالهم الشفاعة لم يرد في الشرع وهؤلاء القسم أهون من القسم الأول فهو ناشئ إما من عدم اطلاعهم على الوارد أو من تعصبهم وعنادهم لأنهم يتحيزون إلى فئة أو شخص قال بذلك فهم يثابرون على إثبات قولها أو قوله ولو بالباطل أو عناد لمن يأتيهم بحق أو تكبرا عليه واحتقارا لشأنه وعند الله تتبين الحقايق وتبدو ذرات النيات والدقايق فعليك أيها الموفق بالإنصاف واترك العناد للحق والاعتساف لعلك تحظى بالمدد من الله تعالى والاسعاف (باب) إثبات حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم وأنها حياة حقيقية قال الله تعالى ولا تحسب الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون قال العلماء فإذا أثبت هذا في الشهداء وهم من سائر الأمة
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « تعريف الكتاب 1 مقدمة 2 1 2 3 4 5 6 7 8 9 ... » »»