الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٦٤
المشاكل القائمة - اليوم - بين أفراد المسلمين وجماعاتهم خدمة للدين والوطن والإنسانية جمعاء.
ومعلوم بالضرورة أن الخلافات كانت موجودة بين فئات المسلمين عبر القرون والعصور. ولكنها لم تكن قد وصلت إلى درجة تكفير المسلمين بعضهم بهم مثلما حدث فعلا من بعض دعاة الوهابية المتطرفين الذين تضررت بهم الأخوة والدين والأرحام معا.
وحبذا لو تدخلت الحكومات بصورة جدية في شأن هذه النزاعات اللاشرعية و وضعت حدا نهائيا لحل تلك الخلافات باعتبارها خرقا لقوانين الشرعية الإسلامية التي يجب على الجميع تطبيقها. وإلا ضربت بقيود من حديد على أيدي أولئك المجرمين الذين يسعون باسم الدين وراء مصالحهم الشخصية. وإذا لم تقم الحكومات بواجباتها نحو حل هذه الخلافات فإن عواقب الشعوب ستظل مضطربة وسينتهي الأمر إلى حروب أهلية لا محالة.
ويتعين كذلك على ساداتنا المشايخ، المعلمين منهم والمربين وجميع الأئمة والوعاظ أن يشاركوا بدورهم على تحقيق هذه الغاية النبيلة ويعلموا أتباعهم وتلامذتهم ضرورة توحيد المسلمين واحترام بعضهم بعضا. وأن يلازموا الحذر كي لا يتخذهم الشيطان وسلة للتفريق وإلقاء العداوة بين المؤمنين. وعليهم أن يقدروا هذه المسؤولية الجسيمة التي وضعها الله على عواتقهم والتي هم مسؤولون عنها أمام الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) متفق عليه وذلك ما نريد أن يفهمه أيضا قادة الوهابية ليساعدوا الأمة الإسلامية على جمع كلمتها وحماية وحدتها بدلا من إثارة الفتن والخلافات بين صفوف المسلمين.
وهذا ما تيسر لنا جمعها من هذه المسائل على أننا نقدر بل ولم نحاول أن نستوعب جميع ما تتطلبه هذه المواضع من الشرح الطويل والبحث الدقيق وإنما هو امتثال فقط بوجوب النصيحة وإيمان بأن الذكرى تنفع المؤمنين.
وفي الختام نتجه إلى الله القدير قائلين اللهم أيد الإسلام واجمع كلمة المسلمين و وفقهم لرؤية الحق حقا وأعنهم على اتباعه ولرؤية الباطل باطلا وأعنهم على اجتنابه اللهم أنت الشاهد وكفى بك شهيدا إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»