الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٦
بسم الله الرحمن الرحيم نحمد الله الذي أنشأ وصور ونشهد أن لا إله غيرك يا من أسمع وأبصر والصلاة والسلام على مولانا محمد سيد من بشر وأنذر القائل: (من كفر مسلما فقد كفر) وعلى آله وصحبه، ومن آوى ونصر أما بعد فإن الباعث الوحيد لي إلى وضع هذه الرسالة هو النصيحة لعامة المسلمين والرد على بعض الوهابيين المتطرفين الذين يظنون بالمسلمين غير الحق ظن الجاهلية ويزعمون أن من لم يكن وهابيا فهو مشرك حتى ولو أقر بالشهادتين وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت. لأن الوهابية عندهم بمثابة سنة نبوية يجب الاقتداء بها بالقلب والقالب وكأن الوحي الإلهي إنما أنزل على محمد بن عبد الوهاب (المتوفى سنة 1206 ه‍.) لا على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. [1] وأقول بأن هذه المزاعم وأمثالها ليس مصدرها إلا الجهل الذي هو الداء العضال في كل زمان ومكان، والذي لا يقتل أعضاء الجسم وحدها إنما يقتل معها أعضاء الأمة جمعاء.
ولا شك أن هذه الخلافات التي مني بها مجتمعنا القومي في عصرنا الحالي، جاءت نتيجة لسببين ظاهرين: أو لهما: هو الجهل المركب الذي لا يميز صاحبه بين الخبيث والطيب ولا بين المندوب والمكروه ثم لا يعترف بجهله فيسكت. والثاني: هو عدم فهم بعض المسائل الدينية فهما حقيقيا، مما أتاح لهم فرصة ليحرفوا بعض الآيات والأحاديث عن مواضعها فيترتب عليه إجرام البرئ تارة وإبراء المجرم تارة أخرى.
ولأجل هذين السببين عمت البلوى بانتشار الخلافات الدينية مما أدى إلى قطع الأرحام وهجران المساجد واختلاف المفاهيم والآراء، وأخيرا اختلط الدين بالطين و انتهى الأمر إلى الفوضى. وقديما سئل حكيم عن كثرة الخلافات فأجاب: (لو سكت الجاهل لارتفع الخلاف)

(1) أما أولئك الوهابيون المعتدلون الذين لا يعتقدون ذلك ولا يزعمون تلك المزاعم فلم يتوجه إليهم كلامنا ا ه‍.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»