الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٤
إنها محاولة كانت ولا بد من أن نكتبها بمقتضى القضاء والقدر فلو لا ذلك لما ظهرت إلى الوجود لضعف مستويينا الثقافي والتعبيري ولأن الكتابة تحتاج أيضا إلى مزيد من الآلات غير المداد والقلم. فلسنا متزودين بتلك الآلات التي هي معرفة أساليب الانشاء، وقواعد التركيب والترتيب. ولسنا كذلك من عارفي التصنيف ولا ألفي التأليف. ولكنا سلكنا مسالك غيرنا، وتحملنا بما لا حول لنا به ولا قوة. والحق أن سلوكنا وتحملنا بهذا وذاك إنما هو تعبير صادق عن حقيقة رغبتنا لامتحاض النصيحة لعامة المسلمين. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (الدين نصيحة) هذا ولم يكن ليخطر ببالي أن أكتب مثل هذه الرسالة إلا بعد أن جالست بعض الوهابيين عدة مرات: وناقشت معهم شتى الموضوعات الدينية. وأضف إلى ذلك ما رأيته في الكتب من مؤلفاتهم، وما استمعت إليه من محاضراتهم وندواتهم فظهر لي ما يسرونه لغيرهم وما يعلنون. ووجدتني - والحال هذه - مضطرا للدفاع عن المظلومين و أن أكف أيدي المعتدين عملا بقوله تعالى: (ولمن انتصر بعد ظلمه، فأولئك ما عليهم من سبيل * الشورى: 41) وقوله عليه الصلاة والسلام: (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما) هذا ويمكن التحقق بأن الهدف الوحيد والغرض الرئيسي من تأليف هذا الكتاب هو بث الحقائق الإسلامية، وتخليص ذوي الأفهام المنحرفة من ورطة الافراط و التفريط لا غير. ولست أقصد من وراء هذا العمل إلا الشفقة على الإخوان المسلمين علما بأن انتقاد أولياء الله تعالى نذير سوء الخاتمة - والعياذ بالله! - وليس لي أي غرض إلى شن الهجوم ضد الوهابيين أو التعدي عليهم بالظلم والعدوان. كلا! وحاشا!
ولكني في الواقع إنما أخاطبهم بلسان النصيحة وأذكرهم - إن نفعت الذكرى - بأن دعوتهم هذه، وإن كانت في البداية لأجل نصرة دين الله الحنيف قد صارت اليوم - ويا للأسف - حجرة عثر في طريق الأخوة الإسلامية، أو شبه جمرة تحركها يد الشيطان فترمى بشرر العداوة بين المسلمين من جهة، وبين ذوي الأرحام من جهة أخرى. أو بعبارة أخرى ككرة تتقاذفها الأهواء بين فرق من الجهال وأفراد ممن يسمون أنفسهم (سنيين)
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»