هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ٩٠
ومع ذلك بقيت السعودية تسير في مؤخرة الركب في شتى الميادين، ولم تتقدم خطوة إلى الإمام.. إذن، سر التأخر والتقهقر لا يكمن في تعمير القبور، ولا في إقامة المساجد عليها، بل السر كل السر يكمن في الجهل وفساد الأوضاع، وفي الدكتاتورية والإسراف، وفي الأفكار الضيقة المغلقة التي لا تتفتح لثمرات المعقول.
ملحوظة ثالثة: لقد غالى الخوارج بتكفير من كفروا، وغالى من أحرقهم الإمام في تأليهه، وغالى الوهابيون في تكفير الأمة.. وبديهة أن الغلو لعنة وطغيان يفسد العقيدة ويضلل العقل، بل ويفسد الحياة، لأنها لا تقوم على الجذب وحده، ولا على الدفع وحده، بل على التعادل بينها والتوازن، وكذلك تكفير المسلم فساد، وتأليهه أفسد، والعدل هو الوسط.
ملحوظة رابعة: أوجبوا هدم القبور، وحرموا الخروج على الحاكم الجائر، والمستبد الفاسد، وأوجبوا طاعته والاستماع له.
وملحوظة خامسة: أي فرق بين من يكتب وثيقة بحرمان الإنسان من الدين، ورحمة الله، كما تفعل الكنيسة، وبين من يصدر حكمه عليه بالتكفير؟. وأيهما أسوء وأفظع؟. تدرأ الحدود بالشبهات:
من المعلوم بنص الكتاب والسنة، وبالإجماع، وضرورة العقل، وباتفاق الشرائع قديمها وحديثها أن كلا من الجهل
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»