هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ٨٥
وعمر، إن جزء منه قائم على هذه القبور، فإن الوليد بن عبد الملك هدم المسجد الذي كان على عهد الرسول، وأدخل فيه بيوت أزواجه، ومنها بيت عائشة الذي فيه القبور الثلاثة، فصارت هذه القبور ضمن المسجد الموجود الآن، إذن، القسم الذي ضم هذه القبور ليس جزء من مسجد الرسول، لأنه قد حدث بعده، وعلى مذهبكم يجب هدم هذا الجزء الحادث، مع أنكم تقيمون الصلاة جماعة في تمام المسجد الحالي، أي أن كثيرا من المؤتمين بكم يصلون في الجزء الحادث الذي فيه القبور، وقد صرح أئمتكم بأنه لا تجوز الصلاة في مسجد بني على قبر، لأن ذلك يفضي إلى الشرك على حد تعبير ابن تيمية في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم ص 404، بل لا تجوز الصلاة فريضة في مسجد بني بين القبور، لا عليها كما قال حفيد محمد عبد الوهاب في فتح المجيد ص 243. وإذا لم تجز الصلاة في مسجد بين القبور، فيكف فسحتم المجال لمن يأتي بكم في مسجد، أو في جزء من مسجد توجد القبور في قلبه ووسطه، مع أن ذلك يفضي إلى الشرك بزعمكم؟. وأي فرق بين أن تصلوا أنتم في هذا الجزء، أو ترضوا بالصلاة فيه، بل تكونوا أئمة لمن صلى فيه؟..
أليس معنى هذا أنكم من الذين يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما ينكرون، ويكفرون الناس بما يرتكبون؟..
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»