تورطه في الجهل بتفسير (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله) أربع مرات (الثاني) افتراؤه على المعاصرين له افتراء مكشوفا مستحيلا بأن طائفة من السلف سألتهم قائلة: (من خلق السماوات والأرض)، والمسؤولون من الخلف، وعليهما.
(الثالث): بين الطائفة السائلة وبين المسؤولين أكثر من أربعمائة سنة، وهذه المدة المديدة بينهما تحيل كون السائلين والمسؤولين في عالم الأشباح، وإنما يتعين فرض السؤال والجواب بينهما في عالم الأرواح وهو البرزخ والأرواح في هذا أما منعمة وأما معذبة فالمنعم منها مشغول بنعيمه والمعذب مشغول بعذابه فلا فائدة للسائل في سؤاله ولا للمجيب في جواب.
(الرابع): لا وجود للطائفة السائلة ولا للمسؤولين في عالم الأشباح ولا في عالم الأرواح وإنما إعجابه برأيه وازدراؤه لعلماء الإسلام خيلا له سؤالهم، فهو وحد الطائفة المتخيلة للسؤال والمسؤولون المتخيلون في ذهنه هم المالكية والشافعية والحنفية وفضل الحنابلة المعاصرون له، وحقيقة هذا السؤال وتوضيحه هكذا: (أحمد بن تيمية الذي هو من الخلف يقول لكم يا مالكية ويا شافعية ويا حنفية ويا فضلاء الحنابلة) (من خلق السماوات والأرض)، والطائفة تطلق لغة على الواحد إلى الألف، فقد لبس وكذب في جملة واحدة أربع مرات، كذب ولبس بلفظها المحتمل للجمع والواحد، وكذب ولبس أيضا في قوله: (من السلف) وهو من الخلف، وكذب ولبس أيضا في قوله: (تقول) بالتاء المعينة للفظ الطائفة للجمع، وكذب ولبس أيضا في قوله: (لهم) أي للمسؤولين المتخيلين والحقيقة إنما هي:
وإذا ما خلا الجبان بأرض * طلب الطعن وحده والنزالا فإن قيل مراده بالطائفة السلفية السائلة جماعة من التابعين، وبالمسؤولين المعتزلة