يعلموا)، ومصادم أيضا للواقع فإنه صلى الله تعالى عليه وسلم توفي عن أكثر من مائة ألف صحابي، والعلماء المفتون منهم لا يتجاوزن العشرين.
وهذا الجمهور العظيم يرجع في الفتوى إليهم = كما اعترف بذلك ابن القيم في أول أعلام الموقعين =.
من زعم أن كل واحد من الصحابة كان كغيره من علمائهم في العلم فهو مفتر أفاك ومن زعم أن كل واحد من هذا الجمهور كان كغيره من علمائهم فهو مفتر أفاك، ومن زعم أيضا أن علماء الصحابة كانوا يخبرون السائل بدليل مسألته من كتاب الله وسنة رسوله = كما ادعى هذا السخيف = فهو مفتر أفاك.
ومن زعم أن جميع النوازل الفقيهة منصوص عليها في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو مفتر أفاك ومن زعم أيضا أن جميع النوازل الفقهية منصوص عليها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم فهو مفتر أفاك، والاجتهاد عند علماء الإسلام قاطبة إنما هو في أحكام الحلال والحرام التي لا يوجد فيها نص في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولذلك عرفوه بأنه (بذل الوسع في استخراج مسألة غير منصوص عليها لإدخالها تحت قاعدة منصوص عليها).
أما الأقذاع والغطرسة والسب والتكفير والتحقير لعباد الله تعالى فليس اجتهادا عند كل من له مسكة من عقل ودين وإنما هو بضاعة الشيخ الحراني ورثها منه المفتتنون به، واجتهاد هذا النفاج متمثل في أحسن تآليفه، وهو نيل الأوطار وإرشاد الفحول، فنيل الأوطار ملخص من فتح الباري وتلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير.