ابن قدامة في المغني. وذكر حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما من طريق الدارقطني ومن طريق سعيد بن منصور، وحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه من طريق أحمد:
(ما من أحد يسلم علي عند قبري الخ..) وعن المالكية: عن أبي عمران الفاسي:، والشيخ ابن أبي زيد، وأبي الوليد بن رشد، وابن عطاء الله.
أجاب عن حديث أبي داود (لا تجعلوا قبري عيدا) بثلاثة أجوبة ثم قال: فهذه نقول المذاهب الأربعة وكذلك غيرهم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ثم قال: ولو استوعبنا الآثار وأقاويل العلماء في ذلك لخرجنا إلى حد الطول والملل، ثم ذكر حديث أبي داود: (لا تجعلوا قبري عيدا)، وأجاب عنه بثلاثة أجوبة:
(1): يحتمل أن يكون المراد به الحث على كثرة زيارة قبره صلى الله تعالى عليه وسلم وأن لا يهمل حتى لا يزار إلا في بعض الأوقات كالعيد الذي لا يأتي في العام إلا مرتين.
(2): ويحتمل أن يكون المراد، لا تتخذوا له وقتا مخصوصا لا تكون الزيارة إلا فيه، وزيارة قبره صلى الله تعالى عليه وسلم ليس لها يوم بعينه بل أي يوم كان.
(3): ويحتمل أن يراد أن يجعل كالعيد في العكوف عليه وإظهار الزينة والاجتماع وغير ذلك مما يعمل في الأعياد، بل لا يؤتي إلا للزيارة والسلام والدعاء ثم ينصرف عنه، والله أعلم بمراد نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم إ ه.