التوسل بالنبي (ص) وجهلة الوهابيون - أبي حامد بن مرزوق - الصفحة ١١٨
الزيارة غير ما يستدل به لها من أحاديث أخر، وتضافر الأحاديث يزيدها قوة حتى أن الحسن قد يترقى بذلك إلى درجة الصحيح، والضعيف قسمان: قسم يكون ضعف راويه ناشئا من كونه متهما بالكذب ونحوه، فاجتماع الأحاديث الضعيفة من هذا الجنس لا يزيدها قوة، وقسم يكون ضعف راويه ناشئا من ضعف الحفظ مع كونه من أهل الصدق والديانة، فإذا رأينا ما رواه قد جاء من وجه عرفنا أنه مما قد حققه ولم يختل فيه ضبطه له هكذا قاله ابن الصلاح وغيره، فاجتماع الأحاديث الضعيفة من هذا النوع يزيدها قوة وقد يترقى بذلك إلى درجة الحسن أو الصحيح إ ه‍.
الباب الثاني: أفاض فيه في الأخبار والأحاديث قال رحمه الله تعالى: (الباب الثاني) فيما ورد من الأخبار والأحاديث دالا على فضل الزيارة وأن لم يكن فيه لفظ الزيارة، وذكر فيه حديث: (ما من أحد سلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام) وأسنده عن شيخه الحافظ الدمياطي إلى أبي داود في سننه وتكلم على رجال أبي داود من طريق فن الرواية كلاما جيدا.
ثم قال: وقد اعتمد جماعة من الأئمة على هذا الحديث في مسألة الزيارة وصدر به أبو بكر البيهقي باب زيارة قبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو اعتماد صحيح واستدلال مستقيم إ ه‍.
ثم قال: قد ذكر ابن قدامة من رواية أحمد ولفظه: (ما من أحد يسلم على عند قبري)، ثم ذكر أحاديث في الصلاة والسلام عليه، وفي عمله صلى الله تعالى عليه وسلم بمن يسلم عليه.
ثم قال: فإن قيل ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا رد الله علي روحي).
قلت: فيه جوابان أحدهما ذكره الحافظ أبو بكر البيهقي أن المعنى إلا وقد رد الله علي روحي يعني أنه صلى الله تعالى عليه وسلم بعد ما مات ودفن رد الله عليه روحه لأجل سلام من يسلم عليه واستمرت في جسده صلى الله تعالى عليه وسلم، والثاني: يحتمل
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»