تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ٥٨
أحمد بن بقي وغير واحد فيما أجازوا به قالوا حدثنا أحمد بن عمر بن دلهات حدثنا علي بن فهر حدثنا محمد بن أحمد بن الفرج حدثنا عبد الله بن السائب حدثنا يعقوب ابن إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا ابن حميد قال ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فان الله تعالى أدب قوما فقال لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية ومدح قوما فقال إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله الآية وذم قوما فقال إن الذين ينادونك من وراء الحجرات الآية وان حرمته ميتا كحرمته حيا فاستكان لها أبو جعفر وقال يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله تعالى قال الله تعالى ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله الآية فانظر هذا الكلام من مالك رحمه الله وما اشتمل عليه من الزيارة والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وحسن الأدب معه وقال القاضي عياض قال ابن حبيب وتقول إذا دخلت مسجد الرسول بسم الله وسلام على رسول الله السلام علينا من ربنا وصلى الله وملائكته على محمد اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وجنتك واحفظني من الشيطان الرجيم ثم اقصد إلى الروضة وهي ما بين القبر والمنبر فاركع فيها ركعتين قبل وقوفك بالقبر ثم تقف بالقبر متواضعا متواقرا فتصلى عليه وتثنى بما يحضرك وتسلم على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وتدعو لهما ولا تدع أن تأتي مسجد قباء وقبور الشهداء وقال مالك في كتاب محمد ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل وخرج يعني من المدينة وفيما بين ذلك وقال محمد وإذا خرج جعل آخر عهده الوقوف بالقبر وكذلك من خرج مسافرا وقال مالك في المبسوط وليس يلزم من دخل المسجد وخرج منه من أهل المدينة الوقوف بالقبر وإنما ذلك للغرباء
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»