تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ٥١
خليل بسنده إلى ابن بطة ومقصوده ومقصود الآجري الرد على بعض الملحدة في إنكار دفن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم وأما زيارته صلى الله عليه وسلم فلم ينكرها أحد وإنما جاءت في كلامهما على سبيل التبع لأنه لم يظن أحد أن يقع فيها أو في السفر إليها نزاع في قرن الثمانمائة واستفيد من كلامهما إن سفر الحجيج إليها لم يزل في السلف والخلف وإنها تابعة للمناسك * وأبو بكر الآجري هذا قديم توفي في المحرم سنة ستين وثلاثمائة وكان ثقة صدوقا دينا وله تصانيف كثيرة وحدث ببغداد قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة * ثم انتقل إلى مكة فسكنها حتى توفي بها * وابن بطة المذكور توفي في المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة بعكبري من فقهاء الحنابلة كان إماما فاضلا عالما بالحديث وفقهه أكثر من الحديث وصنف التصانيف المفيدة وهكذا قال غيرهما * قال القاضي عياض قال إسحاق بن إبراهيم الفقيه ومما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة والقصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والتبرك برؤية روضته ومنبره وقبره ومجلسه وملامس يديه ومواطئ قدميه والعمود الذي كان يستند إليه وينزل جبرئيل بالوحي فيه عليه وبمن عمره وقصده من الصحابة وأئمة المسلمين والاعتبار في ذلك كله وقد ذكرنا في باب نصوص العلماء على استحباب الزيارة قول الباجي المالكي إن الغرباء قصدوا لذلك يعني قصدوا المدينة من أجل القبر والتسليم ذكر هذا في معرض الفرق بين أهل المدينة والغرباء لما فرق مالك رحمه الله بينهم كما سبق وسنذكر في الباب الرابع من كلام العبدي المالكي في شرح الرسالة إن المسير إلى المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة ومن بيت المقدس وأكثر عبارات الفقهاء أصحاب المذاهب ممن حكينا كلامهم في باب الزيارة يقتضي استحباب السفر لأنهم استحبوا للحاج بعد الفراغ من الحج الزيارة ومن ضروريها السفر وحكاية الأعرابي المشهورة التي ذكرها المصنفون في مناسكهم وفي بعض طرقها إن الأعرابي ركب راحلته وانصرف وذلك
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»