تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ٣٥
محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني قال حدثنا محمد بن عوف حدثنا المقري حدثنا حياة عن أبي صخر حميد بن زياد عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة فذكره بلفظه وهذا إسناد صحيح فإن محمد بن عوف شيخ أبي داود جليل حافظ لا يسئل عنه وقد رواه معه عن المقري عباس بن عبد الله الترفيقي رواه من جهته أبو بكر البيهقي والمقري وحياة ويزيد ابن عبد الله بن قسيط متفق عليهم وحميد بن زياد روى له مسلم وقال أحمد ليس به بأس وكذلك قال أبو حاتم وقال يحيى بن معين ثقة ليس به بأس وروى عن ابن معين فيه رواية أنه ضعيف ورواية التوثيق ترجح عليها لموافقتها أحمد وأبا حاتم وغيرهما وقال ابن عدي هو عندي صالح الحديث وإنما أنكرت عليه حديثين * المؤمن يألف * وفي القدرية وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيما وأما قول الشيخ زكي الدين فيه إنه أنكر عليه شئ من حديثه فقد بينا عن ابن عدي تعيين ما أنكر عليه وليس منه هذا الحديث وبمقتضى هذا يكون هذا الحديث صحيحا إن شاء الله تعالى وقد اعتمد جماعة من الأئمة على هذا الحديث في مسألة الزيارة وصدر به أبو بكر البيهقي باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعتماد صحيح واستدلال مستقيم لأن الزائر المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم يحصل له فضيلة رد النبي صلى الله عليه وسلم السلام عليه وهي رتبة شريفة ومنقبة عظيمة ينبغي التعرض لها والحرص عليها لينال بركة سلامه صلى الله عليه وسلم عليه فإن قيل ليس في الحديث تخصيص بالزائر فقد يكون هذا حاصلا لكل مسلم قريبا كان أو بعيد وحينئذ يحصل هذه الفضيلة بالسلام من غير زيارة والحديث عام (قلت) قد ذكره ابن قدامة من رواية أحمد * ولفظه ما من أحد يسلم علي عند قبري وهذه زيادة مقتضاها التخصيص فإن ثبت فذاك وإن لم يثبت فلا شك أن القريب من القبر يحصل له ذلك لأنه في منزلة المسلم بالتحية التي تستدعي الرد كما في حال الحياة فهو بحضوره عند القبر قاطع بنيل هذه
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»