تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ١٩١
حديث أبي هريرة في الرؤية عن النبي صلى الله عليه وسلم يجمع الله الناس فيقال من كان يعبد شيئا فليتبعه وفي آخره فيضرب الصراط بين ظهري جهنم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون وأمتي أول من يجيز ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم (قوله يجيز) يقال جازوا جاز لغتان وقوله ذرة بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء ومن قال خلاف ذلك صحف وقال بعضهم في هذه الأحاديث إن المعاني التي في الدنيا تظهر يوم القيامة للحس والعيان فلذلك تشاهد الأنبياء والمؤمنون ما في القلوب على هذه الأوزان المخصوصة وجعل قول أبي سعيد في الصراط إنه أدق من الشعرة وأحد من السيف راجعا إلى صعوبة الاستقامة على الصراط في الدنيا وإن الكلاليب والحسك التي حوله هي الأغراض والأهواء التي في الدنيا وقوله تحل الشفاعة قيل هو من الحل نقيض الحرمة أي يؤذن فيها وقيل من الحلول أي تحصل وتقع وفي البخاري حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود واختلف في تفسيره والصحيح أن المراد بها دارات الوجوه كما ورد مصرحا به وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا وأنا خطيبهم إذا وفدوا وأنا مبشرهم إذا يئسوا لواء الحمد بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر (رواه الترمذي) وقال حسن * وعن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر رواه الترمذي وقال حسن وعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي رواه الترمذي وقال حسن * وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا حبيب الله ولا فخر وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر وأول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»