تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ١٨٨
الأولون والآخرون في صعيد واحد ففظع الناس بذلك حتى انطلقوا إلى آدم والعرق كاد يلجمهم فقالوا يا آدم أنت أبو البشر وأنت اصطفاك الله اشفع لنا إلى ربك قال قد لقيت مثل الذي لقيتم انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم انطلقوا إلى نوح وذكر الحديث قريبا من رواية أنس إلى أن انتهى إلى عيسى قال ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم وفيه قال فينطلق فيأتي جبرئيل فيقول الله له أئذن له وبشره بالجنة قال فينطلق به جبرئيل فيخر ساجدا قدر جمعة ثم يقول الله يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع قال فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه خر ساجدا قدر جمعة أخرى فيقول الله يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع قال فيذهب ليقع ساجدا فيأخذ جبرئيل عليه السلام بضبعيه فيفتح الله عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر قط قال فيقول أي رب جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر حتى إنه ليرد على الحوض أكثر مما بين صنعاء وأبلة * وهذا الحديث يشير إلى أمر عظيم مما رآه النبي صلى الله عليه وسلم وأعلمه في ذلك اليوم لا يحيط به إلا الله تعالى ومن أعلمه إياه وأن ما اشتمل عليه حديث أنس وأبي هريرة رضي الله عنه وغيرهما من التفاصيل جزء يسير مما علمه النبي صلى الله عليه وسلم من أحوال يوم القيامة أعاننا الله تعالى عليه والظاهر أن هذه السجدة الأولى المذكورة في هذه الرواية لم تذكر في حديث أنس وأبي هريرة ويكون المراد في حديث أنس وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقوم في مقام الشفاعة أربع مرات والمذكور هنا تفصيل المرة الأولى منها وجاءت أحاديث أخر فيها بعض أحوال يوم القيامة أيضا منها حديث عن حذيفة بن اليمان وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول لست
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»