تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ١٨٠
رجل يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال اللهم اجعله منهم والرجل عكاشة وفي حديث آخر قالوا ومن هم يا رسول الله قال هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون وفي حديث آخر عرضت على الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد ورفع لي سواد عظيم وتمنيت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى عليه السلام وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا هو سواد عظيم فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب * وفي حديث آخر وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب * وفي حديث آخر يدخل من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضئ وجوهم إضاءة القمر ليلة البدر * وهذه الأحاديث كلها في الصحيح وفي حديث آخر في الصحيح * لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم وهو إشارة إلى سعة باب الجنة وسيأتي التصريح به وقوله أولهم وآخرهم إما أن يراد به في الدنيا وأن المتقدم في الزمان والمتأخر يدخلون دفعة واحدة وإما أن يكون كناية عن سرعة تعاقبهم فإنهم يدخلون متماسكين وإلا فيستحيل أن يكون لهم أول وآخر في الدخول ولا يدخل أولهم قبل آخرهم حقيقة * إذا عرفت ذلك فلا شك أن زمرة تدخل الجنة بغير الحساب وهم بالصفة المذكورة في الحديث وقد دخل فيهم عكاشة رضي الله عنه بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم والظاهر أن كل من حصلت له الصفة المذكورة في الحديث استحق هذا الجزاء لكن دخولهم الجنة متوقف على شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا شفع أذن الله له بإدخالهم من الباب الأيمن كما هو ظاهر الحديث فإنه جعل كونهم لا حساب عليهم وصفا ثابتا لهم ويحتمل أن ذلك الجزاء إنما يستحقونه بشرط الشفاعة وإن اشتملوا على الصفات المذكورة لكن لم يدل دليل على هذا وأعني بالحديث المذكور قوله تعالى أدخل الجنة من
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»