تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ١٩٤
ينجو المؤمنون فينجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون * وفي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما إذا كان يوم القيامة كان الناس جثى تتبع كل أمة نبيها يا فلان اشفع يا فلان اشفع حتى ينتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم والأحاديث في الشفاعة كثيرة ومجموعها يبلغ مبلغ التواتر وأعني بالتواتر هنا ما اشتركت فيه الروايات من الشفاعة لا لفظا واحدا منها بخصوصه وهذا النوع من التواتر في السنة كثير وأما التواتر في لفظ حديث مخصوص فعزيز وقد تضمنت هذه الأحاديث من المناقب الشريفة والمآثر الجليلة والفوائد الجمة ما لا يسعه هذا المكان ولكنا نشير إلى شئ منه على سبيل الاختصار أما قوله في أوله يجمع الله الناس وفي رواية أخرى يجمع المؤمنون ففيه إشارة إلى أن الذي يتوجه إلى الأنبياء ويخاطبهم بسؤال الشفاعة هم المؤمنون وإن كان الغم والكرب قد عم جميع الناس من الكفار والمؤمنين الأولين والآخرين واختصاص المؤمنين بسؤال الأنبياء مناسب لأمرين (أحدهما) ما لهم من الصلة بهم بالإيمان (والثاني) أنه يحصل لهم بإراحتهم من ذلك المكان خير والكفار ينتقلون إلى ما هو أشد عليهم فهذه الشفاعة العظمى وإن ترتب عليها فصل القضاء لعموم الناس فليس الكفار مقصودين بها قال تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين وقال تعالى حكاية عنهم فما لنا من شافعين وقد قيل إن جميع الناس يسألون مؤمنهم وكافرهم * (فصل) * وفي التجاء الناس إلى الأنبياء في ذلك اليوم أدل دليل على التوسل بهم في الدنيا والآخرة وأن كل مذنب يتوسل إلى الله عز وجل بمن هو أقرب إليه منه وهذا لم ينكره أحد وقد قدمنا طرفا من ذلك في باب الاستغاثة ولا فرق
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»