الموجود في الإنسان يبقى بعد الموت وينتقل إلى عليين أو سجين والله سبحانه وتعالى أعلم * (الباب العاشر في الشفاعة) ووجه ذكرها شرح متن الحديث الأول وهو قوله صلى الله عليه وسلم من زار قبري وجبت له شفاعتي * وختمنا بها الكتاب لتكون هي خاتمة أمرنا إن شاء الله تعالى والقول الجملي في الشفاعات الأخروية أنها خمسة أنواع وكلها ثابتة لنبينا صلى الله عليه وسلم وبعضها لا يدنوا أحد إليه سواه وفي بعضها يشاركه غيره ويكون هو المتقدم صلى الله عليه وسلم فاختص صلى الله عليه وسلم بعموم الشفاعة وببعض أنواعها وأما الباقي فيصح نسبته إليه لمشاركته وتقدمه فيه فالشفاعات كلها راجعة إلى شفاعته وهو صاحب الشفاعة بالإطلاق فقوله شفاعتي يصح أن يكون إشارة إلى النوع المختص به وإلى العموم وإلى الجنس لنسبة ذلك كله إليه فهذه لطيفة يجب التنبه لها وأما التفصيل فقال القاضي عياض وغيره الشفاعة خمسة أقسام (أولاها) مختصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي إلا راحة من طول الوقوف وتعجيل الحساب لا يدنو إليها غيره وهي الشفاعة العظمى ولم ينكرها أحد (الثانية) الشفاعة في إدخال قوم الجنة بغير حساب وهذه أيضا وردت لنبينا صلى الله عليه وسلم كما يتبين في الأحاديث التي نذكرها إن شاء الله تعالى * قال ابن دقيق العيد ولا أعلم الاختصاص فيها أو عدم الاختصاص * قلت ولفظ الحديث الذي يأتي فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب * وحديث دخول قوم الجنة بغير حساب رواه البخاري ومسلم من طرق عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعضها يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب فقال
(١٧٩)