عن طاعة الله سريعا إلى معصية الله قال عمر وفي حديثه عن المنهال عن زاذان عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقيض له ملك أصم أبكم معه مرزبة لو ضرب بها جبل صار ترابا (أو قال رميما) فيضربه بها ضربة يسمعها الخلائق إلا الثقلين ثم تعاد فيه الروح فيضربه ضربة أخرى وهذا الحديث أخرجه جماعة من الأئمة في مسانيدهم منهم الإمام أحمد وعبد بن حميد وعلي بن معبد في الطاعة والمعصية وغيرهم ورجال إسناده كلهم ثقات وتكلم فيه ابن حزم من جهة المنهال بن عمرو وهذا الكلام ليس بشئ لأن المنهال بن عمرو روى له البخاري ووثقه غير واحد منهم يحيى بن معين والكلام الذي فيه من جهة أن شعبة تركه وقد قال عبد الرحمن ابن مهدي إن سبب ترك نقله؟ أنه سمع من داره صوت قراءة بالتطريب وإذا عرف هذا السبب لم يضر ترك شعبة إياه لأن جماعة من العلماء قالوا بإباحة ذلك وما كان مختلفا فيه من هذا الجنس فلا ترد الرواية به ولا الشهادة لا سيما ولم يعلم أن ذلك الصوت منه فقد يكون في داره من غيره ولا علم له به وبالجملة فهذا كلام لا وجه له ولا شك في ثقة المنهال بن عمرو وأنه ممن يحتج بحديثه ولا معنى لإنكار عود الروح وتضعيفه بالمنهال بن عمر ومع دلالة بقية الأحاديث المتفق عليها على السماع والكلام والقعود وغيرها مما يستلزم الحياة وعود الروح وقد روى البغوي في شرح السنة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يسمع حس النعال إذا ولى عنه الناس مدبرين ثم يجلس ويوضع كفنه في عنقه ثم يسئل وقد أجمع أهل السنة على إثبات الحياة في القبور قال إمام الحرمين في الشامل اتفق سلف الأمة على إثبات عذاب القبر وإحياء الموتى في قبورهم ورد الأرواح في أجسادهم وقال الفقيه أبو بكر بن العربي في الأمد الأقصى في تفسير أسماء الله الحسنى إن أحياء المكلفين في القبر وسؤالهم جميعا لا خلاف فيه بين أهل السنة وقال سيف الدين الآمدي في كتاب أبكار الأفكار اتفق سلف الأمة قبل ظهور المخالف
(١٦٨)