الخامس قال فمنها ماشنع هو وغيره على ابى حنيفة رضى الله عنه انه لايعمل بالخبر وانما يعمل بالرأى وهذا قول من لايعرف شيئا من الفقه ومن شم رائحته وانصف اعترف ان ابا حنيفة رح اعمل الناس بالاخبار واتباع الاثار والدليل على بطلان ماقاله من وجوه ثلاثة احدها ان ابا حنيفة رحنه الله يرى المراسيل حجة ويقدمها على القياس خلافا للشافعى رحمه الله والثانى ان انواع القياس اربعة احدها القياس المؤثر وهو الذى يكون بين الاصل والفرع معنى مشترك مؤثر والثانى القياس المناسب وهوان يكون بين الاصل والفرع معنى مناسب والثالث قياس الشبهه وهوان يكون بين الاصل والفرع مشابهة صورة الاحكام الشرعية والرابع قياس الطرد وهو ان يكون بين الاصل والفرع معنى مطرد وابوحنيفة واصحابه رحمهم الله قالوا بان قياس الشبه والاخالة باطل و اختلف اصحابه في قياس الطرد فانكره بعضهم وقال ابوزيد الكبيربان قياس المؤثر حجة والباقى ليس بحجة وقال الشافعى رحمه الله بان الانواع الاربعة من القياس حجة ويستعمل قياس الشبه كثيرا ومن ذلك قولهم الخل مائع لاسى القنطرة على حبسها فلايزيل النجاسة كالدهن وان لم يكن ذلك موثرا فجمع الشافعى بين الخل والدهن لمشابهتهما في الصورة وابوحنيفة رح جمع بين الخل والماء في المعنى المؤثر في ازالة النجاسة من الترقيق بالمجاورة والشيوع بالدلك والتقاطر والزوال بالعصر ولذلك امثلة كثيرة ثم العجب ان ابا حنيفة رض لا يستعمل إلا نوعا أو نوعين من القياس والشافعى رح يستعمل الانواع الاربعة ويراها حجة ويقول الخطيب وامثاله بان ابا حنيفة كان يستعمل القياس دون الاخبار وهذا
(١٠٢)