تنوير الحلك - جلال الدين السيوطي - الصفحة ١٦
وسلم اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء ورأى موسى عليه السلام قائما يصلي في قبره وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه يرد السلام على كل من يسلم عليه إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء عليهم السلام إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين أحياء ولا يراهم أحد من نوعنا إلا من خصه الله تعالى بكرامته انتهى وأخرج أبو يعلى في مسنده والبيهقي في كتاب حياة الأنبياء عليهم السلام عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنهم يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور وروى سفيان في الجامع قال قال شيخ لنا عن سعيد بن المسيب قال ما مكث نبي في قبره أكثر من أربعين ليلة حتى يرفع قال البيهقي فعلى هذا يصيرون كساير الأحياء حيث ينزلهم الله تعالى وروى عبد الرزاق في مصنفه عن الثوري عن أبي المقدام عن سعيد بن المسيب قال ما مكث نبي في الأرض أكثر من أربعين يوما وأبو المقدام عن ثابت بن هرمز الكوفي شيخ صالح وأخرج أبو حبان في تاريخه والطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية عن أنس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحا وقال إمام الحرمين في النهاية والرافعي في الشرح روي أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال أنا أكرم على ربي من أن يتركني في قبري بعد ثلث زاد إمام الحرمين وروي أكثر من يومين وذكر أبو الحسن بن الراغوتي الحنبلي في بعض كتبه حديث أن الله لا يترك نبيا في قبره أكثر من نصف يوم وقال الإمام بدر الدين بن الصاحب في تذكرته فصل في حياته صلى الله تعالى عليه وسلم بعد موته في البرزخ
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»