تنوير الحلك - جلال الدين السيوطي - الصفحة ١٩
الشريف جسدا وروحا وإن قلنا المرئي الذات فشرط الصحبة أن يراه وهو في عالم الملك وهذه رؤية وهو في عالم الملكوت وهذه الرؤية لا تثبت صحبة ويؤيد ذلك أن الأحاديث وردت أن جميع أمته عرضوا عليه فرآهم ورأوه ولم تثبت الصحبة للجميع لأنها رؤية في عالم الملكوت فلا تفيد صحبة وأخرج أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصائف عن أبي جعفر قال كان أبو بكر رضي الله تعالى عنه يسمع مناجاة جبرئيل للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه أنه أتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له يا رسول الله بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وإليك يرجع الأمر كله علانية وسرا لك الحمد إنك على كل شئ قدير اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك وأخرج محمد بن نصر عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله فذكر الحديث نحوه وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الذكر عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال أبي بن كعب لا دخلن المسجد ولأصلين ولأحمدن الله تعالى بمحامد لم يحمده بها أحد فلما صلى وجلس ليحمد الله تعالى ويثني عليه إذ هو بصوت عال من خلف يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الأمر كله وإليك يرجع الأمر كله علانية وسرا لك الحمد إنك على كل شئ قدير اغفر لي ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني أعمالا زاكية ترضى بها عني وتب على فأتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقص عليه فقال ذاك جبرائيل وأخرج الطبراني والبيهقي عن محمد بن سلمة رضي الله تعالى عنه قال مررت على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم واضعا حده على حد رجل فلم أسلم ثم رجعت فقال ما منعك أن تسلم قلت يا رسول الله
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 » »»