علموا أولادكم محبة آل بيت النبي (ص) - الدكتور محمد عبده يماني - الصفحة ١١٦
الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم علي. قالت لما كان غداة قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أرسله في حاجة أظنه بعثه، فجعل يقول " جاء علي "؟ ثلاث مرات. قالت فجاء قبل طلوع الشمس فلما جاء عرفنا إن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت، وكنا عدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ في بيت عائشة، فكنت آخر من خرج من البيت، ثم جلست أدناهن من الباب، فأكب عليه علي، فكان آخر الناس به عهدا جعل يساره ويناجيه " (1).
هذا وخصائصه - رضي الله عنه - وفضائله لا تدخل تحت حصر، والمحب من اكتفى بأقل قدر. وقصارى ما يقال في فضائل علي كرم الله وجهة إنه تعلمها من الرسول صلى الله عليه وسلم منذ نشأ في حجره، وترعرع في أحضان النبوة.
الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي سماه..
وهو الذي كناه..
هذا هو علي رضي الله عنه، رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وصهر النبي المصطفى، الذي اجتمع فيه الفضل إلى الفضل، والخير إلى الخير، والنبل، والطهر إلى الطهر، وهو سيد

(١) أخرجه أحمد في المسند (٦ / ٣٠٠) وفي (الفضائل) (1171) وابن أبي شيبة في مصنفه (12 / 57)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2 / 250) وأبو يعلى، والطبراني والحاكم في (المستدرك) (3 / 138). وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وقال الشوكاني في (در السحابة) (213) نقلا عن (مجمع الزوائد): أخرجه أحمد وأبو يعلى والطبراني من حديث أم سلمة بإسناد رجاله ثقات. ولا تعارض بين هذا الحديث، وحديث عائشة في الصحيحين: " قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه بين سحري ونحري " إذ من الممكن الجمع بينهما: بأن تكون عائشة آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، وعلى آخر الرجال عهدا به صلى الله عليه وسلم وتكون خصوصية مقيدة. قال ابن حجر: ".. في حديث أم سلمة قالت: علي آخرهم عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديث عائشة أثبت من هذا، ولعلها أرادت آخر الرجال عهدا " (فتح الباري) (8 / 139).
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست