أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٥٥
حقوقا كثيرة أهونها كفالة الأرامل والأيتام الذين استشهد أزواجهم وآباؤهم وهم يقاتلون تحت راية الإمام..!!
فمن أجل تلك الحقوق، ومن أجل شغفه بالخير والبر اشترط لنفسه ولأخيه وفرة العطاء..
وحسبنا في هذا المقام شهادة (معاوية) نفسه، فذات يوم أعد أحمال الهدايا التي كان يرسلها بين الحين والحين لصفوة الصحابة في مكة والمدينة.
وبينما القافلة تتهيأ للسفر، نظر معاوية فيمن حوله وقال لهم: (إن شئتم أخبرتكم بما يصنع القوم بهذه الهدايا)..
ثم راح يسمي بعض الأسماء، ويسوق الحديث عنها، حتى جاء ذكر (الحسن والحسين) فقال:
(.. وأما الحسن، فلعله يدع لزوجاته بعض الطيب، ثم يترك لمن حوله كل شئ..!!
وأما (الحسين) فيبدأ بأيتام الذين قتلوا مع أبيه في صفين، فإن بقي بعد ذلك شئ نحر به الجزر، وسقى به اللبن)...!!
أجل.. هذه شهادة (معاوية).. وفيها فصل الخطاب!!
ومن فصل الخطاب أيضا، أن العطاء الجزيل الذي فرض لهما، لم يكن يكفيهما، مع أنها لم يعرف عنهما قط عيش المترفين ولا حياة المسرفين.!!
ولقد تراكم على (الحسين) دين ثقيل، وانتهز معاوية الفرصة فعرض عليه قدرا كبيرا من المال يقضي به ديونه، نظير بيعه عين ماء كانت للإمام (علي) بالمدينة، وكان الإمام قد أهداها فقراء المدينة وأهلها، يرتوون منها بغير حساب.. ورفض (الحسين) هذا العرض..
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست