أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٥٨
* جوادا: لم يكن يبقى من ماله شيئا.. لا يعرف مكروبا إلا فرج كربته، ولا غارما إلا قضى دينه..
* سيدا: لا يعرف الدنية ولا يقبلها، ولا يعرف السوء طريقا إلى لسانه ومقاله..
يقول (محمد ابن إسحاق):
(ما رأيت أحدا كان إذا تحدث تمنيت ألا يسكت، مثل الحسن بن علي.. وما سمعت منه كلمة سوء قط.. وإن أشد كلمة سمعتها منه، هي تلك التي قالها حين وقعت خصومة بينه وبين عمرو بن عثمان، فقال الحسن: ليس له عندنا إلا ما رغم أنفه.. تلك أشد كلمة سمعته بقولها)...!!
ولقد تحدث - رضي الله عنه - راسما للناس صورة المؤمن المثالي الرشيد، فقال:
(إنه من تصغر في عينه ويخرج على سلطان بطنه وفرجه، وجهله..
لا يسخط ولا يتبرم..
إذا جالس العلماء، كان على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم.. وإذا غلب على الكلام، لم يغلب على الصمت..
لا يشارك في ادعاه.. ولا يدخل في مراء..
لا يغفل عن إخوانه، ولا يختص نفسه بخير دونهم.
وإذا تردد بين أمرين، لا يدري أيهما أقرب إلى الحق. نظر أيهما أقرب من هواه، فخالفه واتقاه)..!!
هذه خلاصة لدستور ومنهاج نفسه، أفلا يكون قرير العين إذن بهذا السلام الذي سيوفر له فرصة العكوف على فضائله ومزاياه ينميها
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست