شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٥٦٢
همه بدينه أدنى خالق من خوارق الدنيا ثم إن الدين إذا صح علما وعملا فلا بد أن يوجب خرق العادة إذا احتاج إلى ذلك صاحبه قال تعالى * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) * وقال تعالى * (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) * وقال تعالى * (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما) * وقال تعالى * (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) * وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ قوله * (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) * رواه الترمذي من رواية أبي سعيد الخدري وقال تعالى فيما يرويه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه فظهر أن الاستقامة حظ الرب وطلب الكرامة حظ النفس وبالله التوفيق وقول المعتزلة في إنكار الكرامة ظاهر البطلان فإنه بمنزلة إنكار
(٥٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 ... » »»