شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٣٩٣
المعاصي وأحكام بعض العصاة ونحو ذلك وليس فيها ذكر المنافقين ثم قال بعد ذلك * (وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا) * ولو كانوا منافقين ما نفعتهم الطاعة ثم قال * (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) * يعني والله أعلم ان المؤمنين الكاملي الإيمان هم هؤلاء لا أنتم بل أنتم منتف عنكم الإيمان الكامل يؤيد هذا انه أمرهم أو أذن لهم أن يقولوا أسلمنا والمنافق لا يقال له ذلك ولو كانوا منافقين لنفى عنهم الإسلام كما نفى عنهم الإيمان ونهاهم أن يمنوا بإسلامهم فأثبت لهم إسلاما ونهاهم أن يمنوا به على رسوله ولو لم يكن إسلاما صحيحا لقال لم تسلموا بل أنتم كاذبون كما كذبهم في قولهم * (نشهد إنك لرسول الله) * والله أعلم بالصواب وينتفي بعد هذا التقدير والتفصيل دعوى الترادف وتشنيع من ألزم بأن الإسلام لو كان هو الأمور الظاهرة لكان ينبغي أن لا يقابل بذلك ولا يقبل إيمان المخلص وهذا ظاهر الفساد فإنه قد تقدم تنظير الإيمان والإسلام بالشهادتين وغيرهما وأن حالة الاقتران غير حالة الانفراد فانظر إلى كلمة الشهادة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله الحديث فلو قالوا لا إله إلا الله وأنكروا الرسالة ما كانوا يستحقون العصمة بل لا بد أن يقولوا لا إله إلا الله قائمين بحقها ولا يكون قائما ب لا إله إلا الله حق القيام إلا من صدق الرسالة وكذا من شهد أن محمدا رسول الله لا يكون قائما بهذه الشهادة حق القيام إلا من صدق هذا الرسول في كل ما جاء به
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»