والملائي قالا حدثنا المسعودي عن القاسم قال جاء رجل إلى أبي ذر رضي الله عنه فسأله عن الأيمان فقرأ * (ليس البر أن تولوا وجوهكم) * إلى آخر الآية فقال الرجل ليس عن هذا سألتك فقال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني عنه فقرأ عليه الذي قرأت عليك فقال له الذي قلت لي فلما أبى أن يرضى قال إن المؤمن الذي إذا عمل الحسنة سرته ورجا ثوابها وإذا عمل السيئة ساءته وخاف عقابها وكذلك أجاب جماعة من السلف بهذا الجواب وفي الصحيح قوله لوفد عبد القيس آمركم بالإيمان بالله وحده أتدرون ما الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا الخمس من المغنم ومعلوم أنه لم يرد أن هذه الأعمال تكون إيمانا بالله بدون إيمان القلب لما قد أخبر في مواضع أنه لا بد من إيمان القلب فعلم أن هذه مع ايمان القلب هو الإيمان واي دليل على أن الأعمال داخله في مسمى الإيمان فوق هذا الدليل فإنه فسر الإيمان بالأعمال ولم يذكر التصديق للعلم بأن هذه الأعمال لا تفيد مع الجحود وفي المسند عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم
(٣٨٩)