شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٣٨٧
السلام للعالم ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه وفي هذا المقدار كفاية وبالله التوفيق وأما كون عطف العمل على الإيمان يقتضي المغايرة فلا يكون العمل داخلا في مسمى الإيمان فلا شك ان الإيمان تارة يذكر مطلقا عن العمل وعن الإسلام وتارة يقرن بالعمل الصالح وتارة يقرن بالإسلام فالمطلق مستلزم للأعمال قال تعالى * (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) * * (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) * * (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء) * وقال صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن الحديث لا تؤمنوا حتى تحابوا من غشنا فليس منا من حمل علينا السلاح فليس منا وما أبعد قول من قال إن معنى قوله فليس منا أي فليس مثلنا فليت شعري فمن لم يغش يكون مثل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أما إذا عطف عليه العمل الصالح فاعلم أن عطف الشيء على الشيء يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه مع الاشتراك في الحكم الذي ذكر لهما والمغايرة على مراتب أعلاها أن يكونا متباينين ليس أحدهما هو الآخر ولا جزءا منه ولا بينهما تلازم كقوله تعالى
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»