شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٩٨
والتقوى قال تعالى * (فلا تخشوا الناس واخشون) * * (وإياي فارهبون) * * (وإياي فاتقون) * * (ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون) * * (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) * ونظائر هذا المعنى في القرآن كثيرة ولا بد لكل عبد أن يتقي أشياء فإنه لا يعيش وحده ولو كان ملكا مطاعا فلا بد أن يتقي أشياء يراعي بها رعيته فحينئذ فلا بد لكل إنسان أن يتقي فإن لم يتق الله اتقى المخلوق والخلق لا يتفق حبهم كلهم وبغضهم بل الذي يريده هذا يبغضه هذا فلا يمكن إرضاؤهم كلهم كما قال الشافعي رضي الله عنه رضى الناس غاية لا تدرك فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه ودع ما سواه فلا تعانه فإرضاء الخلق لا مقدور ولا مأمور وإرضاء الخالق مقدور ومأمور وأيضا فالمخلوق لا يغني عنه من الله شيئا فإذا اتقى العبد ربه كفاه مؤنة الناس كما كتبت عائشة إلى معاوية روي مرفوعا وروي موقوفا عليها من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن أرضى الناس بسخط الله عاد حامده من الناس له ذاما فمن ارضى الله كفاه مؤنة الناس ورضي عنه ثم فيما بعد
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»