من قد انقلب قلبه فلا خطاب لنا معه.
واعلم أن منكر هذه الأمور من الطاعة: إما مجتهد أخطأ فله أجر، أو عديم فهم مقلد لمشائخه كلما قادوه إلى شئ انقاد، أو مطبوع على قلبه غافل عن ذكر ربه، إذا ذكر الله اشمأز فؤاده يتستر بإيهام حسن القصد.
وهذا يعرف بأنه لا ينكر البدع التي ينبغي إنكارها، فتراه يحمل على رأسه عمامة كالبرج، ويجعل أكمامه كالخرج (1)، ويزعم أن هذه من مراعاة أبهة العلم، والتميز عن الجاهلين، وربما حضر الموقف يغتاب فيه المسلم، وتنتهك فيه حرمته، ويخوض في اللغو مع الخائضين. والله تعالى يقول في صفة المؤمنين (والذين هم عن اللغو معرضون) (2)، (وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه) (3).