العقد الثمين في معرفة رب العالمين - حسين بن بدر الدين - الصفحة ٤٢
محدث، ولأن بعضه متقدم على بعض، وذلك يدل على أنه محدث، ولقوله تعالى: * (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) * [الأنبياء: 2]. والذكر هو القرآن، لقوله تعالى: * (وإنه لذكر لك ولقومك) * [الزخرف: 44]، أي شرف لك ولقومك.
وأما قولي: إنه مخلوق، فلأنه مرتب منظوم على مقدار معلوم موافق للمصلحة. بهذه الصفة المنزلة جاز وصفه بأنه مخلوق (1)، ولما رواه عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " كان الله ولا شئ ثم خلق الذكر "، والذكر هو القرآن كما تقدم (2).

(١) - في (ط): موافق للمصلحة وهو بهذه المنزلة فجاز وصفه بأنه مخلوق. وما أثبته من (س)، وهو الصواب.
(٢) - وقع شغب كبير بين المتكلمين حول مسألة خلق القرآن وكل يذكر مبررات كثيرة لما يذهب إليه، ولا حرج أن يقول أحد إن القرآن مخلوق إذا أراد بذلك أنه مفعول لله تعالى، وكذلك لا حرج أن يقول أن القرآن غير مخلوق بمعنى أنه غير مختلق مكذوب، أما إذا أراد بقوله: إن القرآن غير مخلوق، أنه قديم أو نحو ذلك فذلك كلام خطير يترتب عليه أشياء خطيرة كالقول بقديم مع الله، والله متعال عن أن يكون له مشابه أو مشارك في صفاته الذاتية.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 47 48 ... » »»
الفهرست