العقد الثمين في معرفة رب العالمين - حسين بن بدر الدين - الصفحة ٤٥
فلم يعطه أحد شيئا، فأشار إليه عليه السلام بخاتمه وهو راكع ونواه زكاة، فأخذ السائل، فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحال (1)، فكانت في علي عليه السلام خاصة دون غيره من الأمة. وهي تفيد معنى الإمامة لأن الولي هو: المالك للتصرف، كما يقال هنا: ولي المرأة، وولي اليتيم، أي المالك للتصرف عليهما.
وأما السنة، فخبر الغدير، وهو قوله صلى الله عليه آله وسلم: " ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله " (2)، فقال له عمر: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب،

(١) - روى هذه الحادثة غير واحد من المحدثين، والمؤرخين، والمفسرين، أنظر: تفسير الحبري ٢٥٨، والدر المنثور ٣ / ١٠٤، وجامع البيان للطبري ٤ / ٢٨٧ - ٢٨٨، وتفسير فرات الكوفي ١٢٣ - ١٩٢.
(٢) - حديث الغدير من الأحاديث المشهورة، فقد أخرجه الإمام وأبو طالب في الأمالي ٣٣، والإمام المؤيد بالله في الأمالي ٩٠ رقم (١١)، والنسائي في الخصائص ١٥٦، وأحمد في المسند ١ / ١٥٢، والطبري في ذخائر العقبى ٦٨، والرياض النضرة ٢ / ١٦١ عن الإمام علي عليه السلام.
وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٣١، والنسائي في الخصائص ٤٥ رقم (٨١ و ٨٢)، والخطيب البغدادي ١٢ / ٣٤٤ عن ابن عباس، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه مسلم ٢ / ٣١٧، والحاكم ٢ / ١٠٩، والطبري في ذخائر العقبى ١٥٥، وأحمد ٤ / ٣٦٨ و ٣٧٠ عن زيد بن أرقم.
وأخرجه ابن ماجة ١ / ٤٣ برقم (١١٦)، والنسائي في الخصائص ١٦٢، والخطيب البغدادي ١٤ / ٢٣٦، والطبري في ذخائر ٦٧، وأحمد في المسند ٤ / ٢٨١ عن البراء بن عازب.
وأخرجه أحمد ١ / ١١٨، والنسائي في الخصائص ١٥٠، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٠٩ و ٥٣٣، وابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٩٢ و ٥ / ٢١٧، والهيثمي في المجمع ٩ / ٤٢ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة.
وأخرجه ابن ماجة ١ / ٤٢ برقم (١١٥) و ص ٤٥ برقم ١٢١، والنسائي في الخصائص ١٧٦ برقم ٩٤ و ٩٥ و ص ١٧٧ برقم (٩٦)، والحاكم في المستدرك ٣ / ١١٦ والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٧، عن سعد بن أبي وقاص.
وأخرجه أبو يعلى ١ / ٤٢٨ برقم (٥٦٧)، وأبو نعيم في الحليلة ٥ / ٢٦ - ٢٧، وأحمد ١ / ٨٤ و ٥٢١ و ٥ / ٣٣٦ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وقال شيخنا العلامة مجد الدين المؤيدي في التحف ٣٢٥: قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة: هذا الخبر قد بلغ حد التواتر، وليس لخبر من الأخبار ما له من كثرة الطرق، وطرقه مائة وخمس طرق.
وقال السيد الهادي بن إبراهيم الوزير: من أنكر خبر الغدير فقد أنكر ما علم من الدين ضرورة، لأن العلم به كالعلم بمكة وشبهها، فالمنكر سوفسطائي.
وقال السيد الحافظ: محمد بن إبراهيم الوزير: إن حديث الغدير يروى بمائة طريق وثلاث وخمسين طريقا.
وقد أخرجه محمد بن جرير الطبري من خمس وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه كتاب (الولاية). وذكره الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة من مائة وخمس طرق، وقد ذكر ذلك ابن حجر في فتح الباري.
وقال المقبلي في الأبحاث المسددة ٢٤٤: فإن كان مثل هذا - يعني حديث الغدير - معلوما وإلا فما في الدنيا معلوم.
وقال ابن حجر الهيثمي في الصواعق: رواه ثلاثون من الصحابة وفيه: " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله ".
وروى ابن حجر العسقلاني خبر الغدير عن سبعة وعشرين صحابيا.
وقال الذهبي: بهرتني طرقه فقطعت به.
وذكره الزبيدي في لقط اللآلي المتناثرة في الأحاديث المتواترة 205. وقد اعتنى السيد الأميني النجفي بالتوسع في تخريجه في كتابه الغدير وهو في إحدى عشر جزءا.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة التحقيق 3
2 ترجمة المؤلف 6
3 سند الكتاب 8
4 مقدمة المؤلف 11
5 التوحيد 12
6 الدلالة على أن الله تعالى خالق العالم 12
7 فصل في أن الله تعالى قادر 17
8 فصل في أن الله تعالى عالم 17
9 فصل في أن الله تعالى حي 18
10 فصل في أن الله تعالى قديم 19
11 فصل في أن الله تعالى سميع بصير 19
12 فصل في أن الله تعالى لا يشبه الأشياء 20
13 فصل في آيات الصفات 22
14 فصل في أن الله تعالى غني 24
15 فصل في أن الله لا يرى بالابصار 24
16 العدل 29
17 فصل في أن الله تعالى عدل حكيم 29
18 فصل في أن أفعال العباد منهم 30
19 فصل في أن الله لا يعذب أحدا إلا بذنبه 31
20 فصل في أن الله لا يقضي إلا بالحق 32
21 فصل في أن الله لا يكلف أحدا فوق طاقته 34
22 فصل في أن الله لا يريد شيأ من القبائح 35
23 فصل في أن الله لا يفعل ما هو مفسدة 36
24 النبوة 37
25 فصل في معرفة النبي (ص) 37
26 فصل في معرفة القرآن 40
27 الإمامة 44
28 فصل في إمامة الامام علي (ع) 44
29 فصل في إمامة الحسنين 50
30 فصل في الإمامة بعد الحسنين 51
31 فرع في طريق معرفة مواصفات الامام 55
32 فصل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 56
33 المعاد 57
34 فصل في الوعد والوعيد 57
35 فصل في أهل الكبائر 58
36 فصل في صفة المؤمن وما يجب في حقه 59
37 فصل في صفة الكافر 60
38 فصل في صفة الفاسق 62
39 فرع في الفرق بين فعل الله وفعل العبد 63
40 فصل في أنه لابد من الموت والفناء 63
41 فصل في الشفاعة 64