فصل [في أن الله تعالى واحد] فإن قيل: أربك واحد لا ثاني له في الجلال، متفرد هو بصفات الكمال، لأنه لو كان معه إله ثان لوجب أن يشاركه في صفات الكمال على الحد الذي اختص بها، ولو كان كذلك لكان على ما قدر قادرا (1)، ولو كان كذلك لجاز عليهما التشاجر والتنازع، ولصح بينهما التعارض والتمانع، ولو قدرنا هذا الجائز (2) لأدى إلى اجتماع الضدين من الأفعال، أو عجز القديم عن المراد (3)، وكل ذلك محال، تعالى عنه ذو الجلال، لقوله: * (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) * [الأنبياء: 22]، * (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله
(٢٧)